الهجرة النبوية

الهجرة حركة إيجابية ،و خطة إستراتيجية ،و رؤية مستقبلية ،و اختيار للموضع الفاعل ،و تحول إلى الفعل المجدي و تجاوز لحالات الحصار و العقم و كذلك مسيرة الإصلاح .
تعريف الهجرة :
الهجر و الهجران : " مفارقة الإنسان غيره ، إما بالبدن ،أو باللسان ،أو بالقلب ".
و المهاجرة في الأصل :" مُصَارمةُ الغير ِ و متاركتُه.
من قوله عز وجل : { وَالَّذِينَ آمَنُواْ وَهَاجَرُواْ وَجَاهَدُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ وَالَّذِينَ آوَواْ وَّنَصَرُواْ أُولَـئِكَ هُمُ الْمُؤْمِنُونَ حَقًّا لَّهُم مَّغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ } (1) .
فالظاهر منه :الخروج من دار الكفر إلى دار الإيمان كمن هاجر من مكة إلى المدينة ".
و قيل مقتضى ذلك :" هُجران الشهوات و الأخلاق الذميمة و الخطايا و تركها و رفضها " (2) .
و قال القرطبي :
الهجرة : " ترك الأوطان و الأهل و القرابة في الله أو في دين الله ، و ترك السيئات ".

من حكم الهجرة و الإصلاح :
يقول الأستاذ محب الدين الخطيب : " و المسلمون لا يعتبرون أنفسهم عائشين في بلد إسلامي ، إلا إذا ساد نظام الإسلام بلدهم ، وقامت فيه أحكامه وآدابه ، كما تقوم فيه شعائره وتسود عقائده ، وإذا تعذر على المسلمين إقامة أحكام دينهم ، وتأييد أنظمته الاجتماعية ، وآدابه الخلقية والبيتية - وجب عليهم الانتقال إلى البلد الذي يعمل فيه بأحكام الإسلام وآدابه ، تكثيراً لسواد المسلمين ، وإعزازاً لأمر الدين ، واستعداداً لنصره وتأييده في العالمين . وإذا لم يكن للمسلمين بلد تتوافر فيه هذه الشروط ، وجب عليهم أن يتجمعوا في بقعة صالحة يقيمون فيها نظام الإسلام تاماً كاملاً ، ويتعاونون على حماية دعوته ، واتخاذ الأسباب والوسائل لتحقيق رسالة الإسلام كما جاء بها صاحبها - صلوات الله عليه - وكما فهمها منه أصحابه والتابعون لهم بإحسان.
هذه هي حكمة (الهجرة) ، وهذا هو الباعث عليها والداعي لها ، فالإسلام يجب أن يكون له وطن تُقام فيه معاني الإسلام كلها ، ويعمل فيه بأحكامه وأنظمته في دواوين الدولة ، ومرافق الأمة ، ومعاملات الأفراد، وآداب البيوت ، بقدر ما يعمل فيه بشعائر العبادات، وبقدر ما تحمي فيه حقائق العقيدة التي لا يكون الإسلام إسلاماً إلا بها".

دروس دعوية :
الدرس الأول : وجوب الإعداد و التهيئة :
لقد قام رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل أن يشرع في الهجرة بخطوتين هامتين :
الأولى : اختيار سفير يمتاز بالحكمة الدعوية مع العون الإلهي ليقوم بتكوين أنصار للدعوة في المدينة حتى يكونوا خير قدوة لغيرهم في التمسك بها و الحرص عليها و النزول على حكمها .
الثانية : تهيئة الجو العام في المدينة لتقبل المنهج الإلهي و القبول القلبي و النفسي للداعي إليه و هو شخص رسول الله صلى الله عليه وسلم ،و قد تأكد أن الاستعداد لدى الأنصار قد بلغ كماله ،و ذلك بطلبهم هجرة الرسول الكريم إليهم .
دور القرآن في إعداد المهاجرين :
لقد قام القرآن الكريم بالتنويه بالهجرة و لفت النظر إلى أن أرض الله واسعة :
قال تعالى : { يَا عِبَادِ الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا رَبَّكُمْ لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا فِي هَذِهِ الدُّنْيَا حَسَنَةٌ وَأَرْضُ اللَّهِ وَاسِعَةٌ إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُم بِغَيْرِ حِسَابٍ } (3) .
ثم تلا ذلك نزول سورة الكهف و تحدثت عن الفتية الذين آمنوا بربهم و عن هجرتهم من بلدهم إلى الكهف :
قال تعالى : { إِذْ أَوَى الْفِتْيَةُ إِلَى الْكَهْفِ فَقَالُوا رَبَّنَا آتِنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً وَهَيِّئْ لَنَا مِنْ أَمْرِنَا رَشَدًا } (4) .
ثم تلا ذلك آيات صريحة تتحدث عن الهجرة :
قال تعالى : { وَالَّذِينَ هَاجَرُواْ فِي اللّهِ مِن بَعْدِ مَا ظُلِمُواْ لَنُبَوِّئَنَّهُمْ فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَلَأَجْرُ الآخِرَةِ أَكْبَرُ لَوْ كَانُواْ يَعْلَمُونَ } (5) .
ثم يؤكد المعنى مرة أخرى :
قال تعالى : { ثُمَّ إِنَّ رَبَّكَ لِلَّذِينَ هَاجَرُواْ مِن بَعْدِ مَا فُتِنُواْ ثُمَّ جَاهَدُواْ وَصَبَرُواْ إِنَّ رَبَّكَ مِن بَعْدِهَا لَغَفُورٌ رَّحِيمٌ } (6) .
فإذا أراد المصلحون لدعوتهم النجاح و الانتشار و الانتصار فعليهم أن يقوموا بالآتي :
1- إعداد جيل من المؤمنين يعمل على صبغ الأمة بالصبغة الإسلامية مثل : مصعب بن عمير رضي الله عنه و من كانوا معه....
2- تهيئة الشعوب لقبول المنهج الإلهي و الشرع الرباني ، و أن يدوروا مع الإسلام حيث دار .
و على هذا فلابد أن يكون المصلحون أعقل و أحزم من أن يتقدموا لمهمة الحكم و نفوس الأمة على هذا الحال ، فلابد من فترة تُنشر فيها مبادئ الإسلام و تسود ،و تتعلم فيها الشعوب كيف تؤثر المصلحة العامة على المصلحة الخاصة .

الدرس الثاني : مشاركة جميع فئات و أطياف المجتمع في الإصلاح :
دور الرجال (من خاصة المجتمع) مثل : أبي بكر الصديق رضي الله عنه :
قالت السيدة عائشة – رضي الله عنها – "... أتانا رسول الله صلى الله عليه وسلم بالهاجرة في ساعة كان لا يأتي فيها . قالت فلما رآه أبو بكر ،قال :ما جاء بك يا رسول الله هذه الساعة إلا لأمر حدث .
قالت :فلما دخل تأخر له أبو بكر عن سريره ،فجلس رسول الله و ليس عند أبي بكر إلا أنا ،و أختي أسماء بنت أبي بكر ،فقال رسول الله :" أخرج عني من عندك فقال : يا رسول الله ،إنما هما ابنتاي ،و ما ذاك ،فداك أبي و أمي ! فقال :" إنه قد أذن لي في الخروج للهجرة .قالت :فقال أبو بكر :الصحبة يا رسول الله ؟ :قال "الصحبة ". قالت فو الله ما شعرت قط قبل ذلك اليوم أحداً يبكي من الفرح حتى رأيت أبا بكر يبكي يومئذ .
دور بسطاء المجتمع :
مثل : عامر بن فهيرة : الراعي البسيط : الذي قدم اللحم و اللبن إلى صاحبي الغار ،و بدد آثار أقدام المسيرة التاريخية بأغنامه .
دور المرأة :
لقد لمعت في سماء الهجرة أسماء كثيرة ،كان لها فضل كبير و نصيب وافر من الجهاد منها :
- عائشة رضي الله عنها التي حفظت قصة الهجرة و وعتها و بلغتها للأمة .
- أم سلمة المهاجرة الصبور .
- أسماء بنت أبي بكر ، التي ساهمت في تموين الرسول الكريم و صاحبه في الغار بالماء و الغذاء و كيف تحملت ذلك في سبيل الله ، فقد حدثتنا عن ذلك فقالت :" لما خرج رسول الله و أبو بكر ،أتانا نفر من قريش ،فيهم أبو جهل بن هشام ،فوقفوا على باب أبي بكر فخرجت إليهم ،فقالوا :أين أبوك يا بنت أبي بكر ؟ قالت :قلت :لا أدري ،و الله أين أبي ؟ قالت فرفع أبو جهل يده – و كان فاحشاً خبيثاً – فلطم خدي لطمة طرح منها قُرْطي ،قالت ثم انصرفوا ..." (7) .
دور الشباب :
- علي بن أبي طالب رضي الله عنه : بعد أدى عن رسول الله صلى الله عليه وسلم الأمانات التي كانت عنده للناس ،لحق برسول الله صلى الله عليه وسلم و أدركه بقباء بعد وصوله بليلتين أو ثلاث ثم خرج مع الرسول إلى المدينة يوم الجمعة .
- عبد الله بن أبي بكر رضي الله عنه (صاحب المخابرات الصادق ، و كاشف تحركات العدو) : ذكر البخاري :" أن عبد الله بن أبي بكر كان يبيت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم و أبي بكررضي الله عنه ، و هو شاب ثقف لقن ، فيدلج من عندهما بسحر ،فيصبح مع قريش بمكة كبائت ،فلا يسمع أمراً يُكتادان به إلا وعاه حتى يأتيهما بخبر ذلك حين يختلط الظلام" ( .

غير المسلم المأمون : (عبد الله بن أريقط ):
يجوز للمصلحين أن يستعينوا بمن لا يؤمِن بدعوتهم ،ما داموا يثقون بهم و يأتمنونهم ، و عندهم نوع جيد من الأخلاق الأساسية مثل الأمانة و الشجاعة و حب الخير و غير ذلك ، و المسألة تقديرية يُترك للمصلحين تقديرها ،و لهم في رسول الله صلى الله عليه وسلم القدوة فقد استعان بعبد الله بن أريقط كدليل في الهجرة لخبرته بالطريق.
فعلى المصلحين إذا أرادوا النجاح لدعوتهم و انتشاراً لمنهجهم أن يقتفوا خُطى الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم بالتعاون مع كل فرد في المجتمع التقى معهم حول الثوابت الدعوية ،و المبادئ الإسلامية ،و القيم و الفضائل الأخلاقية ،و أن يسع مشروعهم كل فئات المجتمع الرجال الصادقون ،و النساء العفيفات الفضليات و الشباب الطموح الوثاب ، و العامل البسيط المقدام ، و غير المسلم الذي يحب لوطنه كل خير ،و الخبير في شئون الدنيا بما حباه الله من طاقات و ملكات .
الدرس الثالث : العفة عن أموال الناس :
لما عفا رسول الله صلى الله عليه وسلم عن سراقة بن مالك عرض عليه سراقة المساعدة ،فقال : و هذه كنانتي فخذ منها سهماً ،فإنك ستمر بإبلي و غنمي في موضع كذا و كذا ،فخذ منها حاجتك ،فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم :" لا حاجة لي فيها " (9) .
فحين يعف المصلحون عما في أيدي الناس يحبهم الناس ، و حين يطمعون فيما عند الناس ينفر منهم الناس ، و حتى لا يشوب لون الدعوة الصافي لون آخر من ألوان الدعوات التي يروج لها أصحاب الأموال ،و حتى لا يحاول أحد منهم أن يستغلها أو يوجهها في غير الغاية التي تُقصد إليها .
الدرس الرابع : الإيمان منطلق الهجرة و الإصلاح :
و الإيمان الذي نقصده :" الذي يستغرق الإنسان كله ،بخواطر نفسه ،و خلجات قلبه ،و أشواق روحه ،و ميول فطرته ،و حركات جسمه ،و لفتات جوارحه و سلوكه مع ربه في أهله ،و مع الناس جميعاً " (10).
"إن الإيمان المطلوب هو الذي يبعثنا على الحركة و الهمة ،و النشاط و السعي ،والجهد و المجاهدة ، و الجهاد و التربية ،و الاستعلاء و العزة و الثبات و اليقين" (11).
أولاً : الإيمان منطلق الهجرة :
قال تعالى : { إِنَّ الَّذِينَ آمَنُواْ وَالَّذِينَ هَاجَرُواْ وَجَاهَدُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ } (12).
و قال تعالى : { َالَّذِينَ آمَنُواْ وَهَاجَرُواْ وَجَاهَدُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ } (13) .
و قال تعالى { وَالَّذِينَ آمَنُواْ وَهَاجَرُواْ وَجَاهَدُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ وَالَّذِينَ آوَواْ وَّنَصَرُواْ أُولَـئِكَ هُمُ الْمُؤْمِنُونَ حَقًّا لَّهُم مَّغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ } (14) .
و قال تعالى : { وَالَّذِينَ آمَنُواْ مِن بَعْدُ وَهَاجَرُواْ وَجَاهَدُواْ مَعَكُمْ فَأُوْلَـئِكَ مِنكُمْ وَأُوْلُواْ الأَرْحَامِ بَعْضُهُمْ أَوْلَى بِبَعْضٍ فِي كِتَابِ اللّهِ إِنَّ اللّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ } (15) .
و قال تعالى : { الَّذِينَ آمَنُواْ وَهَاجَرُواْ وَجَاهَدُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ أَعْظَمُ دَرَجَةً عِندَ اللّهِ وَأُوْلَئِكَ هُمُ الْفَائِزُونَ } (16) .
و من الآيات السابقة يتضح لنا أن الإيمان هو منطلق الهجرة .
ثانياً : الإيمان منطلق الإصلاح :
قال تعالى : { فَمَنْ آمَنَ وَأَصْلَحَ فَلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ } (17) .
و قال تعالى : { وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَآمَنُوا بِمَا نُزِّلَ عَلَى مُحَمَّدٍ وَهُوَ الْحَقُّ مِن رَّبِّهِمْ كَفَّرَ عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ وَأَصْلَحَ بَالَهُمْ } (18) .
و أيضاً نجد هنا أن الآيتين السابقتين توضحان أن الإيمان منطلق الإصلاح .
الدرس الخامس : التحديات
إن التحديات التي تقابل المصلحين أشد ضراوة من التي قابلت المهاجرين . لقد تنوعت التحديات ما بين السجن أو القتل أو النفي أو الإخراج من الأرض ،أو الإغراء بالمال للنفوس الضعيفة للقضاء على الدعوة و الدعاة ،فلقد رصد المشركين مائة ناقة لمن يأتي بأحد المهاجرين حياً أو ميتاً فتحرك الطامعون و منهم سراقة للحصول على هذا الأجر.
و هذا ما يستخدمه الأعداء مع المرتزقة - من بني جلدتنا و يتسمون بأسمائنا - سواء في الداخل أو في الخارج وشعار هؤلاء المرتزقة في ذلك : { إنَّ لَنَا لأَجْرًا إِن كُنَّا نَحْنُ الْغَالِبِينَ } (19) .
فالباطل متبجح لا يكف عن العدوان إلا أن يدفع بمثل القوة التي يصول بها و يجول .و لا يكفي الحق أنه الحق ليقف عدوان الباطل عليه ، بل لابد من القوة تحميه و تدفع عنه .و هي قاعدة كلية لا تتبدل ما دام الإنسان هو الإنسان !" (20)
فالتحديات التي قُبل بها المهاجرين أحبطها الله و مكر لهم سبحانه ،و أصبحت علي الكافرين حسرة ،ثم غلبوا، و يوم القيامة إلى جهنم يحشرون .
وهذا هو مصير من يقف صاداً عن سبيل الله و يبغونها عوجا.
قال تعالى : { إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ لِيَصُدُّواْ عَن سَبِيلِ اللّهِ فَسَيُنفِقُونَهَا ثُمَّ تَكُونُ عَلَيْهِمْ حَسْرَةً ثُمَّ يُغْلَبُونَ وَالَّذِينَ كَفَرُواْ إِلَى جَهَنَّمَ يُحْشَرُونَ } (21) .
الدرس السادس : اشتراك المهاجرين و المصلحين في الثواب :
1- تكفير السيئات و دخول الجنة :
قال تعالى في حق المهاجرين : { َاسْتَجَابَ لَهُمْ رَبُّهُمْ أَنِّي لاَ أُضِيعُ عَمَلَ عَامِلٍ مِّنكُم مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى بَعْضُكُم مِّن بَعْضٍ فَالَّذِينَ هَاجَرُواْ وَأُخْرِجُواْ مِن دِيَارِهِمْ وَأُوذُواْ فِي سَبِيلِي وَقَاتَلُواْ وَقُتِلُواْ لأُكَفِّرَنَّ عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ وَلأُدْخِلَنَّهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ ثَوَابًا مِّن عِندِ اللّهِ وَاللّهُ عِندَهُ حُسْنُ الثَّوَابِ } (22) .
و قال الله – عز وجل - في حق المصلحين :
{ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَآمَنُوا بِمَا نُزِّلَ عَلَى مُحَمَّدٍ وَهُوَ الْحَقُّ مِن رَّبِّهِمْ كَفَّرَ عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ وَأَصْلَحَ بَالَهُمْ } (23) .
2- المغفرة و الأجر:
قال تعالى في حق المهاجرين : { وَالَّذِينَ آمَنُواْ وَهَاجَرُواْ وَجَاهَدُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ وَالَّذِينَ آوَواْ وَّنَصَرُواْ أُولَـئِكَ هُمُ الْمُؤْمِنُونَ حَقًّا لَّهُم مَّغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ } (24) .
و قال تعالى : في حق المصلحين :
{ وَعَدَ اللّهُ الَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ الصَّالِحَاتِ لَهُم مَّغْفِرَةٌ وَأَجْرٌ عَظِيم } (25) .
3- الفوز :
أولاً : في الدنيا :
قال تعالى : { وَالَّذِينَ هَاجَرُواْ فِي اللّهِ مِن بَعْدِ مَا ظُلِمُواْ لَنُبَوِّئَنَّهُمْ فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَلَأَجْرُ الآخِرَةِ أَكْبَرُ لَوْ كَانُواْ يَعْلَمُونَ } (26) .
قال ابن كثير – رحمه الله - : " يخبر تعالى عن جزائه للمهاجرين في سبيله ابتغاء مرضاته الذين فارقوا الدار والإخوان والخلان رجاء ثواب الله وجزائه، فإنهم تركوا مساكنهم وأموالهم فعوضهم الله خيرا منها في الدنيا فإن من ترك شيئا لله عوضه الله بما هو خير له منه وكذلك وقع فإنهم مكن الله لهم في البلاد وحكمهم على رقاب العباد وصاروا أمراء حكاماً وكل منهم للمتقين إماماً ".
و كذلك المصلحين سوف يُمكن لهم في الأرض ، و وعدهم الله بأنه لا يضيع أجر هم .
قال تعالى : { وَالَّذِينَ يُمَسَّكُونَ بِالْكِتَابِ وَأَقَامُواْ الصَّلاَةَ إِنَّا لاَ نُضِيعُ أَجْرَ الْمُصْلِحِينَ } (27) .
ثانياً : في الآخرة : قال تعالى في حق المهاجرين :
{ الَّذِينَ آمَنُواْ وَهَاجَرُواْ وَجَاهَدُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ أَعْظَمُ دَرَجَةً عِندَ اللّهِ وَأُوْلَئِكَ هُمُ الْفَائِزُونَ } (28) .
و قال تعالى في حق المصلحين:
{ فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ فَيُدْخِلُهُمْ رَبُّهُمْ فِي رَحْمَتِهِ ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْمُبِينُ } (29).
جعلنا الله و إياكم من المصلحين
و آخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين

بارك الله فيك اخي الكريم ... على هذه النسمات الطيبة من السيرة النبوية الشريفة ...
واصل تالقك معنا في المنتدى ...

[center]

بارك الله فيك