التيمم لكل صلاة

حديث: "من السنة ألا يصلي الرجل بالتيمم إلا صلاة واحدة"
وعن ابن عباس -رضي الله تعالى عنهما- قال: من السنة ألا يصلي الرجل بالتيمم إلا صلاة واحدة ثم يتيمم للصلاة الأخرى رواه الدارقطني بإسناد ضعيف جدا.


--------------------------------------------------------------------------------


حديث فيه أن ابن عباس -رضي الله عنه- يحكي السنة. يقول: السنة ألا يصلي الرجل بالتيمم إلا صلاة واحدة إذا دخل وقت الصلاة الأخرى، فإنه يتيمم مرة ثانية، أما التيمم فلا يستباح به إلا صلاة واحدة.

لغة الحديث:

قوله: من السنة: يعني مما دلت عليه السنة؟ إما بالقول أو بالفعل عنده فإذا قال الصحابي: من السنة. فله حكم المرفوع، إما قولا للنبي -عليه الصلاة والسلام- وإما فعلا، وهذا الظاهر من السياق أنه يريد فعل النبي -عليه الصلاة والسلام-. قوله: لا يصلي الرجل بالتيمم إلا صلاة واحدة: يريد بها الصلاة المفروضة في الوقت، وألا يجمع بالتيمم الواحد بين صلاتين مفروضتين كل واحدة منهما في وقت لهذا قال بعده: ثم يتيمم للصلاة الأخرى. ويأتي هل يشمل هذا المجموعة أم لا؟

درجة الحديث:

الحديث إسناده كما ذكر الحافظ ضعيف جدا، بل هو منكر لتفرد الضعفاء به.

من أحكام الحديث:

هذا الحديث ختم به الحافظ هذا الباب باب التيمم، وهو دليل لمن قال: إن التيمم مبيح لا رافع للحدث مبيح للصلاة، لا رافع للحدث.

وإذا كان مبيحا، فمعنى ذلك أنه يتيمم لكل صلاة، لأن حدثه لم يرتفع، فكلما أراد الصلاة، فليتيمم لأن التيمم لاستباحة الصلاة.

والقول الثاني: أن التيمم رافع للحدث، وأنه لا تنتقض الطهارة بالتيمم إلا بانتقاضه بأحد نواقض الوضوء أو بأن يجد الماء. وأما خروج الوقت، فإنه ليس من النواقض يعني عند أصحاب هذا القول.

قال الأولون: إن خروج الوقت ناقض لا لأجل أن التيمم مبيح فقط، ولكن لأن الله ـ جل وعلا ـ أمرنا إذا قمنا إلى الصلاة أن نتوضأ، فقال: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلَاةِ فَاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى الْمَرَافِقِ إلى أن قال: فَلَمْ تَجِدُوا مَاءً فَتَيَمَّمُوا صَعِيدًا طَيِّبًا وهذا الخطاب متوجه للمكلف في كل صلاة. كل صلاة إذا قام إليها، فإنه يتوضأ فإذا لم يجد ماء تيمم ودلت السنة على أنه إذا لم ينتقض الوضوء، فإنه يصلي الصلاة الثانية بوضوء الأولى، فخرج من دلالة الآية هذه الصورة يعني إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلَاةِ فَاغْسِلُوا إذا كان على طهارة فإنه لا يجب عليه التجديد. ولكن التيمم بقي على أصله بأنه: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلَاةِ فَاغْسِلُوا ما وجدت ماء تغسل فتيمموا فالتيمم ليس مثل الوضوء في ذلك. وهذا القول كما ترى فيه وجاهة من حيث التعليم وإن كان التيمم ليس بمبيح للصلاة وإنما هو رافع للحدث.

لهذا نقول: الأولى هو أن يعمل بما دل عليه هذا الأثر وإن كان ضعيفا جدا في أنه -وهو قول جمهور أهل العلم ـ في أنه يبقى على دلالة الآية أنه إذا أتى وقت الصلاة، فتوضأ إذا لم تجد الوضوء فتيمم. وهذا أنت مخاطب به في كل صلاة لهذا نقول: الحديث دل على ما دل عليه ظاهر الآية؛ لهذا نقول: التيمم رافع للحدث، وأيضا المتيمم مخاطب بأن يتيمم لكل وقت صلاة لأجل دلالة الآية على ذلك.

نقف على باب الحيض، ونكمل غدا -إن شاء الله- ويكون غدا بإذنه تعالى وتوفيقه ومنته وكرمه آخر دروس البلوغ في هذه الدورة، نكمل به كتاب الطهارة، وهو بالنسبة لبعض طبعات " سبل السلام " شرح بلوغ المرام نكون أنهينا مجلدا من " سبل السلام " وهو قدر جيد -إن شاء الله تعالى- نسأل الله أن يوفقني وإياكم لما فيه رضاه، وأن يجعلنا من المتحابين فيه المتعاونين على البر والتقوى، وصلى الله وسلم على نبينا محمد.

بارك الله فيك

شكرا
جزاك الله خيرا

السلام عليكم و رحمة الله تعالى و بركاته
شكرا لك أخي(ة) على الموضوع المميز
لقد قمت فعلا بمجهود مثير لايصال المعلومات
ننتظر منك الجديد .
بارك الله فيك
marmarissa

Paix et la miséricorde de Dieu Tout-Puissant soit avec vous
Je vous remercie mon frère (s) sur le sujet distingue
J'ai vraiment excitant effort à fournir les informations
Nous attendons pour le nouveau.
Que Dieu vous bénisse
marmarissa