أهمية المكتبة المدرسية في عملية التعلم..!!

المكتبة المدرسية هي عبارةعن مجموعة من الكتب والمطبوعات والمراجع والمجلات والجرائد وبعض الوسائل التعليمية المقروءة أو المسموعة أو المرئية..
ولابد ان تتنوع تلك المطبوعات من علمية وأدبية وثقافية تتناسب مع العمر الزمني والفكري والمرحلي لطلاب وطالبات المرحلتين الأساسية والثانوية، وأن تكون لها علاقة بالمناهج الدراسية واهداف العملية التعليمية التربوية.. حتى تسهم اسهاماً فاعلاً في رفع مستوى أبنائنا وبناتنا العلمي والثقافي والفكري والتربوي..
ولأهمية المكتبة المدرسية في الارتقاء بالعملية التعليمية التربوية ينبغي أن تتعاون وتتضافر جهود الادارة المدرسية، والمجالس المحلية، وهيئة التدريس، وأمناء المكتبات المدرسية في انتقاء واختيار الكتب والمطبوعات والمواد الثقافية والعلمية التي تلائم طبيعة المرحلة التعليمية وأعمارهم ومعتقداتهم التاريخية والحضارية والروحية..
فالمكتبة المدرسية من اهدافها الأساسية غرس حب القراءة والبحث والاطلاع في نفوس وعقول ابنائنا الطلبة من باب المتعة الذهنية، والتسلية الفكرية بدلاً من القراءة التقليدية المحصورة داخل الصفوف الدراسية التي قد يكون وقعها النفسي على الطلبة ثقيلاً ومملاً وغير ذي جدوى.. فالقراءة الحرة والمفتوحة دون قيود هي التي تُنمي العقول.. وتُهذب النفوس.. وتُوقد الذائقة الجمالية والفنية والبيانية لدى طالب العلم.
من هنا علينا أن ندرك أهمية واهداف المكتبة المدرسية، وأبعادها الثقافية والتربوية والحضارية في تربية وتنشئة الجيل..
ولذلك ينبغي على وزارة التربية والتعليم ممثلة في الادارة العامة للأنشطة والجهات ذات العلاقة بمكاتب التربية بالمحافظات أن تُعنى بتفعيل دور المكتبة المدرسية داخل المؤسسات التربوية والمدارس.. ووضع ميزانية سنوية ثابتة لها.. لأنها تمثل ضرورة من ضرورات الحياة الفكرية والثقافية والحضارية لطالب العلم.. بها ينمي قدراته اللغوية والفكرية.. وملكاته الإبداعية والفنية.. وأدواته المهارية والبيانية.
فمدرسة بلا مكتبة.. كجسد بلا روح.. فالمكتبات المدرسية في المدارس كرياض غناء تمتلىء بالزهور المتنوعة ذات الألوان الزاهية التي تميل إليها النفس.. فما بال رياض المكتبات التي تمرح وتسرح فيها العقول قبل النفوس.
ولذلك على ادارات المدارس الناجحة أن تلبي حاجات ورغبات روادها النفسية والفكرية والثقافية والروحية.
ولا يفوتنا الدور الاجتماعي والتوعوي والبيئي في المجتمع.. لأن المدرسة تمثل مركز اشعاع.. ومصدراً توعوياً في المحيط الخارجي.. ولن يتحقق هذا إلا بتفعيل دور الأنشطة، وإقامة المهرجانات.. والمحاضرات.. والندوات.. والمناظرات الشعرية.. والوطنية والدينية ومواكبة روح العصر..
ومن خلال تفعيل دور المكتبات المدرسية في المدارس، يستطيع الطلبة أن يمارسوا كثيراً من الأنشطة الثقافية والتربوية والرياضية المتنوعة.. وبهذا نستطيع أن نحقق لهم رغبتهم، ونحببهم في مدرستهم.. وبالتالي يحافظون على مستلزماتها وأثاثها..
ولكن للأسف الشديد الزائر اليوم لمعظم مدارسنا -بنين أو بنات- يصاب بالاشمئزاز والاستياء لما آلت إليه تلك المكتبات المدرسية الحاضرة شكلاً.. الغائبة مضموناً بسبب الاهمال أو تجاهل جهات الاختصاص لعدم استيعاب مهامها التعليمية والتربوية والثقافية عند كثير من ادرات تلك المدارس التي تجعل التعليم تجارة وليس رسالة.. وخاصة ادارات المدارس الأهلية والخاصة التي انتشرت بصورة تدعو للقلق والحيرة وراء انتشارها العشوائي الذي كان سببه الرئيسي غياب الأشراف والتوجيه والرقابة الوزارية والمكتبية من ادارات مكاتب التربية والجهات المعنية..
لذلك أحث الجهات ذات العلاقة والمعنية بأن تراعي شروط ومواصفات الادارة المدرسية المؤهلة ذات الخبرة والباع الطويل في ميدان التدريس والادارة، والتي تتصف بالنزاهة، والاستقامة والصلاح لجسامة الأمانة، وخطورة المسؤولية.. لأن فاقد الشيء لايعطيه..
وصدق من قال: أعطني كتاباً.. أعطك ثقافةً
وأعطني مسرحاً.. أعطك أمةً
ولنعلم أن تنمية الكفاءات والكوادر الادارية والفنية في مجال المكتبات المدرسية أصبح اليوم ضرورة ملحة تفرضها طبيعة المرحلة العصرية.. وتكنولوجيا التعليم.. لأننا في عصر ثورة الاتصالات والمعلومات التي تمثل نقلة نوعية فريدة من نوعها في الجانب الثقافي والحضاري والعلمي والتقني لتلك الشعوب خاصة الشعوب التي مازالت تبحث عن الخبز قبل التعليم.
وخلاصة القول: ينبغي على ادارات المدارس التي أعطيت لها صلاحيات واسعة لتطوير وارتقاء العملية التعليمية التربوية ميدانياً أن تساهم بدور فاعل وهادف في تفعيل أهداف المكتبة المدرسية وإخراجها إلى حيز النور حتى تتحقق الاهداف المتوخاة منها..
فالادارة التربوية الناجحة هي التي تتفاعل بحراكها التربوي والثقافي وما تحمله من خبرات وتجارب ومهارات من محيطها الداخلي إلى محيطها الخارجي لتؤثر وتتأثر على المستوى الاجتماعي والبيئي والثقافي..
كما أرجو من الادارة العامة للتوجيه والمناهج أن تدرج حصص المكتبات المدرسية ضمن مقررات اللغة العربية للمرحلتين الاساسية والثانوية.. مع ايجاد موجهي مكتبات وأمناء في كل من مكاتب التربية ومدارس الجمهورية حتى تستغل تلك المكتبات المدرسية استغلالاً رشيداً ومفيداً يؤتي تماراً يانعة لأبنائنا في المستقبل..
فالمكتبات المدرسية فوائدها عظيمة لاتُعد ولا تُحصى إن أحسنا استخدامها.. واستغلالها الاستغلال الأمثل..
وبهذا نستطيع أن نوجد جيلاً من الشباب صحيحي العقول.. والفكر والرؤى.. سليمي العقيدة.. والمعتقد والولاء.. بعيدين كل البعد عن الغلو والتطرف والعصبية..
مشرئبين نحو غدٍ مشرق وضاء لبناء اليمن أرضاً وإنساناً.. ولن يتم هذا إلاّ بوجود الضمائر المخلصة.. والأيدي النظيفة.. والنفوس المؤمنة برسالتها تجاه هذا الوطن وأبنائه الشرفاء..!