من منا يعرف ساعة رحيله..

من طرف ام مريمة الإثنين يونيو 07, 2010 7:33 am

أول منازل الآخرة

أخذت أحلق بمخيلتي بعيداً
إلى عالم لا أدري متى موعدي معه
هل قريب أم بعيد؟؟
موعد محدد محجوز لكلاً منا
بدون أي تأخير ولا تقديم
لا يعرف صغير أوكبير
موعد سقوط ورقتنا
من شجرة الحياة بلا عودة
يوم لا ينفع مال ولا بنون
يوم تبيض وجوه وتسود وجوه
يوم يرحل كلاً منا
يترك الأهل، المال والولد
ولا يأخذ معه إلا العمل
مررت بمخيلتي في أنحاء المقبرة
فوجدت رفات أناس ماتوا
تركوا الدنيا بما فيها
كانوا مثلنا يأكلون ويشربون
يتراكضون لكسب الرزق وللعيش
كانوا يتمنون ويخططون
لليوم ،للغد وللمستقبل
تماماً كما نحن الآن
ولم يعلم أين منهم كم سيعيش؟
متى موعد الرحيل
وكيف سيكون وأين؟
ولو علم لما أكل ولا شرب
أيقنت حينها بان الدنيا
لا تسوى أي شي
ولا حتى جناح بعوضة
استرقت النظر من بعيد
إلى داخل المقبرة للحظات
فلم أري إلا أرض جدباء
تراب، رمال وحجارة
لا يوجد بها أي حياة
خاليه من ملذات الدنيا
التي تعودنا عليها في حياتنا
فهنا يرقد من تركونا ورحلوا
رحمة الله عليهم جميعاً
هنا أول منازل الآخرة
ومن هنا ابتدأت حياتهم الباقية
أخذت أبكي لا أعرف
علي نفسي ؟؟ أم عليهم؟
أخذت أعيش وضعهم
فكنت في وقت ممن رضي الرحمن
وفي لحظة من أطاع الشيطان
والعياذ بالله
فالأول عاش حياته
يجمع مهر الجنة
طالباً رضي الرحمن
فكانت له بأذن الله
راضي مرضي..
فأتاه ملك الموت
ومعه ملكان بيض الوجوه
فأتته ريح من الجنة
فخرجت روحة مثل قطرة الماء
صعدت في كفن من نور بسرعة
وأخذت تصعد للسموات السبع
وينادي الملائكة روح من الطيبة
فيرد عليهم روح فلان أبن فلان
بأفضل أسمائه في الدنيا
يصل السماء السابعة
يعرف منزله من الجنة
فيرفع كتابه وتنزل روحة للجسد
يغسل يكفن يصلى عليه
صلاة لا سجود ولا ركوع لها
يحمل على الأكتاف
فالكل يتراكضون مسرعين
يوضع في القبر يلحد
ويترك وحيد تركه الجميع
يسمع الخطوات وكل ما يدور حوله
إلى أخر قدم تسير من عنده
فيأتي موعد منكر ونكير
من ربك؟من نبيك؟ما دينك ما كتابك؟
فيجيب ؟؟
الله تعالي ..محمد (ص).. الإسلام …القرآن
فينادي صدق عبدي
فيأتي له رجل ابيض من نور فيسأله من أنت ؟؟
فيجيب أنا عملك الصالح في الدنيا
فيأتيه ريح من الجنة ويري منزله منها
فيوسع قبره ..
فيقول ربي عجل قيام الساعة
لاشتياقه للجنة ونعيمها
فلا يتمنى العودة للدنيا
والأخر عاش حياته يلهو ويلعب
تناسي من اسبق عليه النعم
فلم يعبده ولم يرضه
فماله إلا ما جنت يداه
فهو من الخاسرين
يومها لا ينفعه من دنياه شي
خرجت روحة بصعوبة
مثل خروج الشوكة من الصوف
ففي استقبالها ملكين سود الوجوه
معهم كفن من نار
تصارع نفسه وتمتنع عن الخروج
ولكن سرعان ما تحمل مجبرة
تصعد في السموات
ينادي الملائكة ريح من الخبيثة هذه
فيرد بأسواء أسمائه في الدنيا
يصل السماء السابعة
يعرف منزلة من النار
ينزل كتابه في قعر الأرض
وتلقي روحة للجسد
يسأل ولا يعرف ما يجيب
يتلعثم مما رأي..اى …اى
فينادي كذب عبدي
يأتيه رجل أسود غليظ
يزداد خوفه من أنت؟من أنت؟
أنا عملك الخبيث في الدنيا
يأتيه ريح من النار
يرص قبره على جسده
وتكسر عظامه
يتمني أن يرجع للدنيا للحظات
يقول ربي ارجعني اعمل صالحاً
ولكن فات الأوان
طويت الصحف وأغلق الكتاب
فمنها ما سقط في قعر الأرض
ومنها ما ارتفع مثل صاحبة
فهنيئاً للفائزين من أشتروا الآخرة
لكسب الجنة ودفعوا مهرها الغالي
فانتصروا على النفس
وعلى نزوات الشيطان
وعبدوا الله الواحد
فلم يشركوا به ولم يغضبوه
فهنيئاً لهم
اللهم اجعلنا منهم
اللهم أجعلنا من عبادك الصالحين
من أشتروا الآخرة الباقية
وتركوا الدنيا الفانية
اللهم آمين