القطب الشمالي

يشهد القطب المتجمد الجنوبي ارتفاعا في درجة الحرارة وهذا منذ 150 سنة, رغم أن بعض نتائج الدراسات بينت أن القطب المتجمد الجنوبي يشهد عودة للبرودة منذ 1990.فحسب تقرير لجامعة واشنطن نشر في 05-09-2006، فإن مقاييس الرصد الجوي قصيرة المدى لم تمكن من التفطن إلى ظاهرة احترار القطب المتجمد الجنوبي، حيث إن هذه المعطيات الجوية اختفت وراء ظاهرة التغير الكبير في درجة الحرارة خلال القرن 20م.

وقد مُولت العديد من الأعمال والأبحاث من طرف المؤسسة الوطنية للعلوم بالولايات المتحدة الأمريكية، واللجنة العلمية للبحث حول القطب المتجمد الجنوبي، ومركز البحث الأسترالي.وبفضل أخذ عينات جليدية من 5 مناطق مختلفة في القطب الجنوبي تمكن علماء من أستراليا، ألمانيا وأمريكا بوضع منحنى لدراجات الحرارة، بين أن معدل درجة الحرارة في القطب الجنوبي قد شهد ارتفاعا بـ 0.2°م خلال 150 سنة.قد يظهر هذا الرقم أن الاحترار ليس كبيرا، ولكن المعدل أخذ بعين الاعتبار الانخفاض الكبير الذي شهده القطب الجنوبي سنة 1990، أين انخفض المعدل آنذاك بـ1°م.يقول السيد "دافيد شنايدر" أحد الباحثين من جامعة واشنطن: "حتى وإن كان هناك انخفاض في معدل درجة الحرارة سنة 1990، يمكننا أن نرى بوضوح أن هناك ارتفاعا بـ 0.2°م منذ منتصف القرن 19 إلى غاية نهاية القرن 20".

ومن أهم سبب انخفاض درجة الحرارة سنة 1990، هو الظاهرة الطبيعية المسماة "تذبذب القطب الجنوبي" التي كانت آنذاك في مرحلة موجبة، أي أن الضغط الجوي على مستوى خطوط العرض الجنوبية القصوى تتأرجح بين مرحلة موجبة وأخرى سالبة، وهذا بطريقة غير منتظمة, فخلال المرحلة الموجبة حدثت زوبعة من الرياح فوق المنطقة القطبية، منعت اختلاط الهواء الساخن بالهواء الجليدي للقطب الجنوبي، ومنه انخفاض معدل درجة الحرارة.

عموما تنتقل ظاهرة التذبذب القطبي من مرحلة إلى أخرى كل شهر، ولكن سنوات التسعينيات، كانت المرحلة الموجبة هي الأكثر حدوثا، ويقول السيد شنايدر، بدون هذه الظاهرة فإن القطب الجنوبي المتجمد يكون عرضة للاحترار كباقي نصف الكرة الأرضية الجنوبي.قبل سنة 1975، تعرض القطب الجنوبي المتجمد لظاهرة الاحترار بحوالي 0.25°م في القرن، أما باقي نصف الكرة الأرضية الجنوبي، فقد شهد ومنذ سنة 1975 ارتفاعا يقدر بـ 1.4°م في القرن.أما بالنسبة للجزء الثاني للقرن العشرين، فقد اتسم بتغيرات كبيرة، حيث إن فترات انخفاض معدل درجة الحرارة تزامنت مع تذبذبات القطب الجنوبي، الذي يكون في أوج مرحلته الموجبة.ويمكننا القول إن العلاقة بين ظاهرة الاحترار المناخي العام وظاهرة التذبذب القطبي ليست واضحة وغير مفهومة.

ولكن، وبفضل المنحنيات التي تحصل عليها هؤلاء الباحثون والمتعلقة بمعدلات درجات الحرارة لـ 200 سنة خلت، مكنتنا من أن نتأكد أن هناك علاقة بين تغيرات درجة الحرارة في نصف الكرة الأرضية الجنوبي وفي القطب الجنوبي المتجمد.

من جهة أخرى يوضح السيد شنايدر، أن هناك أبحاثا أخرى تبين أن نقص طبقة الأوزون في نصف الكرة الأرضية الجنوبي، تثبت ظاهرة تذبذب القطب الجنوبي المتجمد في مرحلتها الموجبة لمدة أطول.فالقطب الجنوبي المتجمد يعتبر أجف منطقة في العالم، وهذا ما يعقد من عملية الحصول على منحنيات سنوية لدرجات الحرارة لفترة 200 سنة خلت.

عادة ما يكون تساقط الثلوج ضعيفا، ولكن القطب الجنوبي يحافظ على أقطاب من الثلوج تساقطت منذ ملايين السنين.وفي إطار متابعة الأبحاث، أخذت 5 عينات من الأقطاب المتجمدة في مناطق مختلفة، أين يسقط سنويا حوالي 38 سم من الثلوج، وقاموا بدراسة نظائر الأوكسجين والهيدروجين الموجودة في الأقطاب الجليدية، وهذا للتمكن، ولأول مرة، من وضع منحنيات لدرجة الحرارة خاصة بالقطب الجنوبي المتجمد لفترة 150 سنة الماضية.