دخول
مواضيع مماثلة
احصائيات
هذا المنتدى يتوفر على 4236 عُضو.آخر عُضو مُسجل هو ismailajray فمرحباً به.
أعضاؤنا قدموا 32000 مساهمة في هذا المنتدى في 7320 موضوع
المواضيع الأخيرة
و اجني الارباح
COUR RESEAU
تقنية المعلوميات
3 مشترك
صفحة 1 من اصل 1
تقنية المعلوميات
تقنية المعلوميات
وعلم النفس الافتراضي
[align=justify]يشهد عصرنا تحولا لم يعرفه أي عصر من العصور السابقة، ويرجع هذا التحول إلى اكتشاف الإنسان لغة جديدة تختلف عن كل اللغات التي عرفتها البشرية، لغة ليست للتواصل بين البشر، بل للتواصل بين البشر وما ابتكره من آلات وبين الآلات والآلات سميت باللغة الرقمية لاعتمادها حروف الأنظمة العددية واختزالها تلك الأنظمة إلى أبسطها وهو النظام الثنائي الذي يعتمد الصفر والواحد!
وبعودة إلى تاريخ صناعة الحواسيب نجد أن أول من حاول تصميم آلة تحليلية شخص يسمى (1792-1871) Babbage في بداية القرن التاسع عشر. فكر هذا الشخص في آلة تتكون من ثلاثة عناصر : الخزان وهو ما يسمى الآن بالذاكرة، والمعمل سمي لاحقا بالمعالج ثم ضم عنصره الثالث مجموعة من نماذج الحركة وهو ما نسميه الآن برنامجا. غير أنه مني بالإخفاق لعدم توفر الكهرباء والعدد الدقيقة لإنجاز مشروعه. وكان على العالم انتظار Hollerith(1860-1929) لترى النور أول آلة حاسبة تستخدم البطاقات المثقبة. وفي سنة 1924 انضمت المؤسسة التي أقامها إلى شركة IBM ثم تسارع تطور التقنيات منذ 1958 بظهور التنزيستور وانطلق ركب التقنيات الرقمية نحو ما وصل إليه اليوم بسرعة مذهلة.( ) شكل الانسان من تلك الوسائل التي بدأت بسيطة قالبا صب فيه كل حيله ومعارفه الحرفية وبوجود حالتين لا ثالثة لهما في تمرير السوائل والهواء والتيار الكهربائي عبر القنوات والموصلات المعدنية، فقد وجد تطبيقا للقواعد المنطقية، بنيت عليها أسس تقنياته كلها. ثم رجع إلى تدليل الصعوبات التي واجهته في جعل الآلة تتحرك ذاتيا فجزّأ الحركة في الوحدة الزمنية معتمدا على الحالة الطبيعية للجسم الحي إذ وجد أن لا حياة بدون نبض فصنع القلب النابض لكل آلة ذاتية وهو عبارة عن مولد نبضات سماه الساعة وبدأ يسرّع نبض تلك الساعة حتى وصل به إلى ما فاق ما تدركه الحواس بملايين المرات حيث وصلت سرعة الحواسيب الحالية إلى 4000000000 نبضة في الثانية (4GHz) بينما لا تستطيع العين البشرية تمييز الحركة إن تجاوزت 16 نبضة في الثانية! وبذلك استطاع أن يترجم الأصوات والصور إلى اللغة الرقمية وولد عصر جديد هو عصر التقنيات الرقمية. وفيه شهد العالم التحول المبهر على المستويات الفردي، والاجتماعي، والاقتصادي، والسياسي؛ حيث غزت تقنيات المعلوميات كل مجالات حياتنا العلمية والفكرية والدينية والفنية والثقافية والصناعية. وقد باتت الضرورة تفرض نفسها علينا لننظر في ما أنتجته هذه التقنيات الحديثة وندرس أثره على الإنسان في العصر الحالي وما يمكن أن تتمخض عنه التطبيقات في المستقبل القريب على أقل تقدير. ذلك، لأن النشء وما يحيط بتربيته من تحديات، يضعنا أمام مسؤوليات جسيمة مفروضة على مجتمعنا ولم تنشأ منه، ونحن لا نمتلك في مواجهة كل التحديات سوى ما خلفه لنا سلفنا من قيم وأخلاق هي أغلى ما سيحاسبنا عليه خلفنا إن أضعناه و سيحاسبنا عليه ربنا إن فرطنا فيه، فهو أقوى سلاح لنا في معترك الحياة نحن ملزمون شرعا وقانونا أن نورثه للأجيال القادمة.
وقد دخل الإنسان عالما مدهشا غريبا على العقل البشري منذ أواسط القرن الماضي؛ عالما تسوده حُمى التسارع التقني، تَوّجته ثورة الاتصال خلال العقد الأخير منه. مما جلب تحديات جديدة بدتْ تواجه الفكر الإنساني الذي اعتاد على سير الفنون والثقافات على منعرجات الحياة البطيئة في تشكّل ألوانها، وإفصاحها عن أسرار تفاعلاتها التي كانت تطمر غالبا في غياهب تاريخ ظل يفتقر إلى الموضوعية لمئات القرون !
ووجد المجال الإبداعي في التقنيات الحديثة فرصة للتوسع والانفتاح على مشارب عديدة ومختلفة، فأُخذ بنوع من النشوة أفقدته التوازن تحت تأثير موجة "الوسائط المتعددة" بما حملت من صور وأصوات وبما أتاحت من وسائل مهّدت الطريق أمام انتشار سريع للإنتاج الإبداعي بكل أصنافه. وبدأنا نشهد تسارعا يلبس تداول المعلومات بين بني البشر، ويمد تأثيره في حياة الناس إلى مدى لايزال مجهول النتائج ... أصبح الناس يبنون مجتمعا افتراضيا لا يتطلب الانتماء إليه أكثر من تعلّم الضغط على زرّ تشغيل جهاز الحاسوب، وتحريك "الفأرة" على بساطها الناعم، بل تعدى اليسر إلى أبسط من ذلك! وأشخاص هذا العالم أحرار في التعبير عن ذواتهم وآلامهم وآمالهم. يرتبطون بعلاقات قد ترقى إلى المستويات المبشّرة بغد سعيد للبشرية، وقد تتدنى إلى هوة لا قرار لها في مستنقع أبشع من أن يتصوره ذو عقل.
إلا أن الصورة المتفائلة التي نحلم بها من السلم والمحبة والتضامن، والتي نشأت بمحض إرادة كل من الأفراد الافتراضيين سعيا وراء تكوين المجموعة المتآلفة –حسب رأي الأفراد- ما تلبث أن تستجيب للنزغ الدفين من حاصل العيوب الموروثة من عالم الواقع، فتخبو شعلتها بفتور الحماس الجماعي الناشئ عن خصائص سيكولوجية الجماعة، وتتبخر إرادات الأفراد المشتركة في عالم لا محدود من العوامل منها مايحدث أثرا واضحا على المجموعات المؤتلفة حول محور فكري أو أدبي ما، لأن سهولة التجول من موقع إلى موقع أو منتدى آخر يعتمد شكلا دعائيا أكثر جاذبية أو يضم مجموعة أكثر نشاطا في عملية التفاعل بين أفرادها، تستأثر باهتمام الزائر وتجعله يميل إلى الدخول في جو أوسع وأرحب من التواصل مع أنداده الافتراضيين. وهذه ميزة لا وجود لها في العالم الواقعي إلا ضمن حيز ضيق... إذ ليست هناك قيود تفرض على المبدع – المؤلف – ولا على الزائر الافتراضي إلا تلك التي يفرضها على نفسه مع الاعتراف بأن شخصية المبدع تتسم بالنّزوع إلى التحرّر من القيود وإلى التحليق بأبلغ معاني الحرية في فضاء أرحب وأوسع، فالمجموعة التي يخيم عليها جوّ الرتابة بين كثير من الخطوط الحمراء وتفتقد عنصر الدهشة في ما يُتداول بين أفرادها، وتصبح قيدا من الروتين في نظر الشخص الافتراضي مما يجعله في بحث دائم عن فضاء فسيح لا قيود فيه ولا مسببات للملل. ولم يسجل التاريخ في السابق أرحب من فضاء التفاعل الافتراضي الذي نعيشه اليوم، فقد أدِنت الشبكة بعصر انهيار الحِجْر الذي كان مفروضا على التعبير الفني وبثّت روح الآنية والحيوية في انتشار الخبر، ومهّدت طريق المعلومات إلى متناول من يطلبها فحوّلت العالم المترامي الأطراف إلى غرفة، وصنعت في الأرض فضاء يموج بأنواع الحوارات واللقاءات والمواعيد والندوات المفتوحة لمختلف الأغراض والمآرب البشرية بما فيها من سامي الأفكار وسخيف الأقوال والتصرفات، فبانت علائم حرية لم يعهدها البشر من قبل في اختيار مشربه في خضم الزخم الهائل مما يعرض في سوق لا أول لها ولا آخر...
غير أننا نجد العالم الافتراضي قد ورث من عالم الواقع كثيرا من الظوهر السلبية حيث ظهر القراصنة والنصّابون إلى جانب المفكرين والأدباء والفلاسفة؛ مما بات يدعو إلى التفكير في سنّ قوانين لتنظيم سلوك المجتمع الافتراضي للحدّ من الظواهر السلبية فيه! و ستظهر إشكالية جديدة تتمثل في تحديد الشروط اللازم توفرها في من يحق له وضع القوانين والإجراءات والمساطر والجزاءات الرادعة لمن يطلق عليهم اسم المخالفين للقواعد والخارجين عن خطوط النظام الافتراضي. ومثلما تعوّد الفلاسفة والمفكرون الغربيون اعتماد الكتب المقدسة ترجع إلى كتاب واحد وردت فيه والصايا العشر، هذه وصايا سماها صاحبها المدعو "آلن ريو" بالوصايا العشر لمعرفة "كيف نعيش افتراضيين أعدها واعتمدها معهد Computer Ethics Institute وهي منشورة بموقع خدمات الشبكة وهي عبارة عن ثمان لاآت يتلوها أمران ( ):
2 -1 لا تستخدم الحاسوب لتزعج غيرك
2 -2 لا تشوش على أعمال غيرك الرقمية
2 -3 لا تعبث بملفات الآخرين
2 -4 لا تستخدم الحاسوب للسرقة
2 -5 لا تستخدم الحاسوب لشهادة الزور
2 -6 لا تستخدم ولا تنسخ البرامج مالم تدفع ثمنها
2 -7 لا تستخدم مصادر المعلومات المملوكة لغيرك دون إذن منه
2 -8 لا تنسب لنفسك إنتاجا فكريا مما أبدعه غيرك
2 -9 عليك أن تقدر الآثار الاجتماعية للبرنامج الذي تكتبه
2 -10 استخدم الحاسوب بطريقة تؤكد لك التقدير والاحترام
لم يبيّن صاحب هذه الوصايا الكيفية التي تطبق بها في الحالات المختلفة التي تنجم عن التفاعلات البشرية المتباينة، وذلك لهدف التمويه واللعب على الألفاظ وفتح باب اختلاف التفسيرات حسب الحالات التي تخدم مصالح من يسخّر التقنيات لاكتساح ساحة السوق الاستهلاكية.
ويبقى العالم الافتراضي في جدّته مُحيّراً ومدهشا آخذا في الاتساع ليستوعب كل النشاطات البشرية وقد يشمل الكائنات الذكية المفكرة في الكون كله يوما ما...
وعلم النفس الافتراضي
[align=justify]يشهد عصرنا تحولا لم يعرفه أي عصر من العصور السابقة، ويرجع هذا التحول إلى اكتشاف الإنسان لغة جديدة تختلف عن كل اللغات التي عرفتها البشرية، لغة ليست للتواصل بين البشر، بل للتواصل بين البشر وما ابتكره من آلات وبين الآلات والآلات سميت باللغة الرقمية لاعتمادها حروف الأنظمة العددية واختزالها تلك الأنظمة إلى أبسطها وهو النظام الثنائي الذي يعتمد الصفر والواحد!
وبعودة إلى تاريخ صناعة الحواسيب نجد أن أول من حاول تصميم آلة تحليلية شخص يسمى (1792-1871) Babbage في بداية القرن التاسع عشر. فكر هذا الشخص في آلة تتكون من ثلاثة عناصر : الخزان وهو ما يسمى الآن بالذاكرة، والمعمل سمي لاحقا بالمعالج ثم ضم عنصره الثالث مجموعة من نماذج الحركة وهو ما نسميه الآن برنامجا. غير أنه مني بالإخفاق لعدم توفر الكهرباء والعدد الدقيقة لإنجاز مشروعه. وكان على العالم انتظار Hollerith(1860-1929) لترى النور أول آلة حاسبة تستخدم البطاقات المثقبة. وفي سنة 1924 انضمت المؤسسة التي أقامها إلى شركة IBM ثم تسارع تطور التقنيات منذ 1958 بظهور التنزيستور وانطلق ركب التقنيات الرقمية نحو ما وصل إليه اليوم بسرعة مذهلة.( ) شكل الانسان من تلك الوسائل التي بدأت بسيطة قالبا صب فيه كل حيله ومعارفه الحرفية وبوجود حالتين لا ثالثة لهما في تمرير السوائل والهواء والتيار الكهربائي عبر القنوات والموصلات المعدنية، فقد وجد تطبيقا للقواعد المنطقية، بنيت عليها أسس تقنياته كلها. ثم رجع إلى تدليل الصعوبات التي واجهته في جعل الآلة تتحرك ذاتيا فجزّأ الحركة في الوحدة الزمنية معتمدا على الحالة الطبيعية للجسم الحي إذ وجد أن لا حياة بدون نبض فصنع القلب النابض لكل آلة ذاتية وهو عبارة عن مولد نبضات سماه الساعة وبدأ يسرّع نبض تلك الساعة حتى وصل به إلى ما فاق ما تدركه الحواس بملايين المرات حيث وصلت سرعة الحواسيب الحالية إلى 4000000000 نبضة في الثانية (4GHz) بينما لا تستطيع العين البشرية تمييز الحركة إن تجاوزت 16 نبضة في الثانية! وبذلك استطاع أن يترجم الأصوات والصور إلى اللغة الرقمية وولد عصر جديد هو عصر التقنيات الرقمية. وفيه شهد العالم التحول المبهر على المستويات الفردي، والاجتماعي، والاقتصادي، والسياسي؛ حيث غزت تقنيات المعلوميات كل مجالات حياتنا العلمية والفكرية والدينية والفنية والثقافية والصناعية. وقد باتت الضرورة تفرض نفسها علينا لننظر في ما أنتجته هذه التقنيات الحديثة وندرس أثره على الإنسان في العصر الحالي وما يمكن أن تتمخض عنه التطبيقات في المستقبل القريب على أقل تقدير. ذلك، لأن النشء وما يحيط بتربيته من تحديات، يضعنا أمام مسؤوليات جسيمة مفروضة على مجتمعنا ولم تنشأ منه، ونحن لا نمتلك في مواجهة كل التحديات سوى ما خلفه لنا سلفنا من قيم وأخلاق هي أغلى ما سيحاسبنا عليه خلفنا إن أضعناه و سيحاسبنا عليه ربنا إن فرطنا فيه، فهو أقوى سلاح لنا في معترك الحياة نحن ملزمون شرعا وقانونا أن نورثه للأجيال القادمة.
وقد دخل الإنسان عالما مدهشا غريبا على العقل البشري منذ أواسط القرن الماضي؛ عالما تسوده حُمى التسارع التقني، تَوّجته ثورة الاتصال خلال العقد الأخير منه. مما جلب تحديات جديدة بدتْ تواجه الفكر الإنساني الذي اعتاد على سير الفنون والثقافات على منعرجات الحياة البطيئة في تشكّل ألوانها، وإفصاحها عن أسرار تفاعلاتها التي كانت تطمر غالبا في غياهب تاريخ ظل يفتقر إلى الموضوعية لمئات القرون !
ووجد المجال الإبداعي في التقنيات الحديثة فرصة للتوسع والانفتاح على مشارب عديدة ومختلفة، فأُخذ بنوع من النشوة أفقدته التوازن تحت تأثير موجة "الوسائط المتعددة" بما حملت من صور وأصوات وبما أتاحت من وسائل مهّدت الطريق أمام انتشار سريع للإنتاج الإبداعي بكل أصنافه. وبدأنا نشهد تسارعا يلبس تداول المعلومات بين بني البشر، ويمد تأثيره في حياة الناس إلى مدى لايزال مجهول النتائج ... أصبح الناس يبنون مجتمعا افتراضيا لا يتطلب الانتماء إليه أكثر من تعلّم الضغط على زرّ تشغيل جهاز الحاسوب، وتحريك "الفأرة" على بساطها الناعم، بل تعدى اليسر إلى أبسط من ذلك! وأشخاص هذا العالم أحرار في التعبير عن ذواتهم وآلامهم وآمالهم. يرتبطون بعلاقات قد ترقى إلى المستويات المبشّرة بغد سعيد للبشرية، وقد تتدنى إلى هوة لا قرار لها في مستنقع أبشع من أن يتصوره ذو عقل.
إلا أن الصورة المتفائلة التي نحلم بها من السلم والمحبة والتضامن، والتي نشأت بمحض إرادة كل من الأفراد الافتراضيين سعيا وراء تكوين المجموعة المتآلفة –حسب رأي الأفراد- ما تلبث أن تستجيب للنزغ الدفين من حاصل العيوب الموروثة من عالم الواقع، فتخبو شعلتها بفتور الحماس الجماعي الناشئ عن خصائص سيكولوجية الجماعة، وتتبخر إرادات الأفراد المشتركة في عالم لا محدود من العوامل منها مايحدث أثرا واضحا على المجموعات المؤتلفة حول محور فكري أو أدبي ما، لأن سهولة التجول من موقع إلى موقع أو منتدى آخر يعتمد شكلا دعائيا أكثر جاذبية أو يضم مجموعة أكثر نشاطا في عملية التفاعل بين أفرادها، تستأثر باهتمام الزائر وتجعله يميل إلى الدخول في جو أوسع وأرحب من التواصل مع أنداده الافتراضيين. وهذه ميزة لا وجود لها في العالم الواقعي إلا ضمن حيز ضيق... إذ ليست هناك قيود تفرض على المبدع – المؤلف – ولا على الزائر الافتراضي إلا تلك التي يفرضها على نفسه مع الاعتراف بأن شخصية المبدع تتسم بالنّزوع إلى التحرّر من القيود وإلى التحليق بأبلغ معاني الحرية في فضاء أرحب وأوسع، فالمجموعة التي يخيم عليها جوّ الرتابة بين كثير من الخطوط الحمراء وتفتقد عنصر الدهشة في ما يُتداول بين أفرادها، وتصبح قيدا من الروتين في نظر الشخص الافتراضي مما يجعله في بحث دائم عن فضاء فسيح لا قيود فيه ولا مسببات للملل. ولم يسجل التاريخ في السابق أرحب من فضاء التفاعل الافتراضي الذي نعيشه اليوم، فقد أدِنت الشبكة بعصر انهيار الحِجْر الذي كان مفروضا على التعبير الفني وبثّت روح الآنية والحيوية في انتشار الخبر، ومهّدت طريق المعلومات إلى متناول من يطلبها فحوّلت العالم المترامي الأطراف إلى غرفة، وصنعت في الأرض فضاء يموج بأنواع الحوارات واللقاءات والمواعيد والندوات المفتوحة لمختلف الأغراض والمآرب البشرية بما فيها من سامي الأفكار وسخيف الأقوال والتصرفات، فبانت علائم حرية لم يعهدها البشر من قبل في اختيار مشربه في خضم الزخم الهائل مما يعرض في سوق لا أول لها ولا آخر...
غير أننا نجد العالم الافتراضي قد ورث من عالم الواقع كثيرا من الظوهر السلبية حيث ظهر القراصنة والنصّابون إلى جانب المفكرين والأدباء والفلاسفة؛ مما بات يدعو إلى التفكير في سنّ قوانين لتنظيم سلوك المجتمع الافتراضي للحدّ من الظواهر السلبية فيه! و ستظهر إشكالية جديدة تتمثل في تحديد الشروط اللازم توفرها في من يحق له وضع القوانين والإجراءات والمساطر والجزاءات الرادعة لمن يطلق عليهم اسم المخالفين للقواعد والخارجين عن خطوط النظام الافتراضي. ومثلما تعوّد الفلاسفة والمفكرون الغربيون اعتماد الكتب المقدسة ترجع إلى كتاب واحد وردت فيه والصايا العشر، هذه وصايا سماها صاحبها المدعو "آلن ريو" بالوصايا العشر لمعرفة "كيف نعيش افتراضيين أعدها واعتمدها معهد Computer Ethics Institute وهي منشورة بموقع خدمات الشبكة وهي عبارة عن ثمان لاآت يتلوها أمران ( ):
2 -1 لا تستخدم الحاسوب لتزعج غيرك
2 -2 لا تشوش على أعمال غيرك الرقمية
2 -3 لا تعبث بملفات الآخرين
2 -4 لا تستخدم الحاسوب للسرقة
2 -5 لا تستخدم الحاسوب لشهادة الزور
2 -6 لا تستخدم ولا تنسخ البرامج مالم تدفع ثمنها
2 -7 لا تستخدم مصادر المعلومات المملوكة لغيرك دون إذن منه
2 -8 لا تنسب لنفسك إنتاجا فكريا مما أبدعه غيرك
2 -9 عليك أن تقدر الآثار الاجتماعية للبرنامج الذي تكتبه
2 -10 استخدم الحاسوب بطريقة تؤكد لك التقدير والاحترام
لم يبيّن صاحب هذه الوصايا الكيفية التي تطبق بها في الحالات المختلفة التي تنجم عن التفاعلات البشرية المتباينة، وذلك لهدف التمويه واللعب على الألفاظ وفتح باب اختلاف التفسيرات حسب الحالات التي تخدم مصالح من يسخّر التقنيات لاكتساح ساحة السوق الاستهلاكية.
ويبقى العالم الافتراضي في جدّته مُحيّراً ومدهشا آخذا في الاتساع ليستوعب كل النشاطات البشرية وقد يشمل الكائنات الذكية المفكرة في الكون كله يوما ما...
BENABOUD OMAIMA- عضو نشيط
- عدد المساهمات : 244
تاريخ التسجيل : 22/12/2009
المستوى: : 3
القسم : : 11
رد: تقنية المعلوميات
مشكورة
ammouna- عضو نشيط
- عدد المساهمات : 286
تاريخ التسجيل : 13/12/2010
العمر : 26
المستوى: : troisieme annee
القسم : : 3/6
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
الأربعاء مايو 18, 2016 2:16 am من طرف RACHID
» برامج منوعة لتعليم الاطفال
الخميس مايو 28, 2015 3:14 pm من طرف RACHID
» les composantes d'un ordinateur
الأربعاء مايو 27, 2015 4:24 am من طرف RACHID
» برنامج crocodile clips بالنسبة لمادة الفيزياء و التكنولوجيا
الإثنين مايو 25, 2015 2:15 pm من طرف RACHID
» برامج تعليمية للاطفال
الإثنين مايو 18, 2015 2:58 pm من طرف RACHID
» امتحانات جهوية لمادة اللغة العربية 2014 مع التصحيح
الإثنين مايو 18, 2015 9:21 am من طرف RACHID
» امتحانات جهوية لمادة اللغة الفرنسية 2014 مع التصحيح
الأحد مايو 17, 2015 2:20 pm من طرف RACHID
» موقع يحتوي على مجموعة من الامتحانات الجهوية للتحميل مع التصحييح
الأحد مايو 17, 2015 6:23 am من طرف RACHID
» un lien très intéressant pour les enseignants de français
السبت سبتمبر 20, 2014 10:57 am من طرف redha