دخول
مواضيع مماثلة
احصائيات
هذا المنتدى يتوفر على 4236 عُضو.آخر عُضو مُسجل هو ismailajray فمرحباً به.
أعضاؤنا قدموا 32000 مساهمة في هذا المنتدى في 7320 موضوع
المواضيع الأخيرة
و اجني الارباح
COUR RESEAU
خطبة عيد الاضحى
2 مشترك
صفحة 1 من اصل 1
خطبة عيد الاضحى
خطبة عيد الاضحى
الله أكبر (تسع مرات)
الحَمْدُ للهِ الذى تَنَزَّهَ عَنِ الشَّبِيهِ والنَّظِيرِ وَتَعَالى عَنِ المَثِيلِ فَقَالَ عَزَّ وَجَلَّ: {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَئٌ وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ} أَحْمَدُهُ عَلَى أَنْ أَلْهَمَنَا العَمَلَ بِالسُّنَّةِ والكِتَابِ وَرَفَعَ في أيَّامِنَا أَسْبابَ الشَّكِ والارْتِيَابِ، وَأَشْهَدُ أنْ لا إلَهَ إلاّ اللهُ وَحْدَهُ لا شَرِيكَ لَهُ، شَهَادَةَ مَنْ يَرْجُو بِإخْلاصِهِ حُسْنَ العُقْبَى وَالمَصِيرِ، وَيُنَزِّهُ خَالِقَهُ عَنِ التَّحَيُّزِ في جِهَةٍ، وَأَشْهَدُ أنَّ سَيِدَنَا مُحَمَّداً عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ الذي نَهَجَ سَبِيلَ النَّجاةِ لِمَنْ سَلَكَ سَبِيلَ مَرْضَاتِهِ، وَأَمَرَ بِالتَّفَكُرِ في آلاءِ اللهِ وَنَهَى عَنِ التَّفَكُّرِ في ذَاتِهِ، صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى ءالِهِ وَأَصْحَابِهِ الذينَ عَلا بِهِمْ مَنَارُ الإيمانِ وارتَفَعْ، وَشَيَّدَ اللهُ بِهِمْ مِنْ قَواعِدِ الدّينِ الحَنِيفِ مَا شَرَعْ، وَأَخْمَدَ بِهِمْ كَلِمَةَ مَنْ حَادَ عَنِ الحقِ وَمَالَ إلى البِدَعْ.
أمَّا بَعْدُ أَحبَابَ الرّسُولِ الأعْظَمِ، فإنَّ خَيْرَ ما أوصيكُمْ بِهِ في هذِهِ الصّبيحَةِ المُبَارَكَةِ تَقْوَى اللهِ والمُسارَعَةُ إلى الطّاعاتِ.
مَعْشَرَ الإخْوَةِ المؤمِنينَ، إنّ يومَ العاشِرِ من ذي الحِجَّةِ هو عيدُ الأضْحى المُباركُ أعادَهُ اللهُ على المُسْلِمِينَ بالخيْرِ والنصرِ والبَرَكَةِ وفي هذِهِ الصَّبيحةِ المُبارَكَةِ من هذا العيدِ وهُوَ يوْمُ النَّحرِ يَتَوَجَّهُ الحُجّاجُ إلى مِنى لرَمْيِ جَمرةِ العَقَبَةِ كما فَعَلَ الرسولُ عليه الصَّلاةُ والسَّلامُ وَلَنَا في رميِ الجِمارِ حِكْمَةٌ عظيمةٌ ففيهِ يَتَذَكّرُ الحاجُّ كيفَ ظَهَرَ الشّيطانُ لسيِدِنَا إبراهيمَ لِيُوَسْوِسَ له فرماهُ بالحَصَى إهانةً لَهُ، فَنَحْنُ مَعَاشرَ المؤمنينَ أُمّةُ مُحمدٍ صلى اللهُ عليهِ وسلَّمَ أمَرَنَا بهذا الرّمْيِ إحياءً لِسُنّةِ نبيِّ اللهِ إبراهيمَ وفي ذلِكَ رمزٌ لمخالَفَةِ الشّيْطانِ وإهانَتِهِ.
أيّها المُسْلِمونَ، إنَّ عِيدَ الأَضْحَى يَحْمِلُ بينَ طيّاتِهِ كثيراً من المعاني السَّامِيَةِ والأضاحي التي يذبحُهَا المُسْلِمونَ تَقَرُّباً إلى اللهِ سُبْحَانَهُ وتعالى في يومِ عيدِ الأضحى تحمِلُ ذكرىً عظيمةً إنَّهَا تُذَكّرُنا بنبيِ اللهِ إبراهيمَ عِنْدَمَا أُمِرَ بِذَبْحِ ابنِهِ إسماعيلَ، وكيفَ فُدِيَ بِذِبْحٍ عَظيمٍ، وقدْ جَاءَ في قِصَّةِ الذَّبيحِ اسماعيلَ أنّ نبيّ اللهِ إبراهيمَ كانَ قَدْ آتاهُ اللهُ الحُجَّةَ عَلَى قَوْمِهِ وَجَعَلَهُ نبيّاً رسولاً فكانَ عَارِفاً باللهِ يَعبُدُ اللهَ وَحْدَهُ وطَلَبَ من رَبِهِ أن يَرْزُقَهُ أولاداً صالحينَ فَرَزَقَهُ اللهُ إسماعيلَ وإسحاقَ ولما كَبرَ ابْنُهُ إسماعيلُ وتَرَعْرَعَ كما يُحِبُّ سيّدُنَا إبراهيمُ وصارَ يُرافِقُ أباهُ ويمشي مَعَهُ رأى إبراهيمُ عليهِ الصّلاةُ والسّلامُ في المنامِ أنّهُ يَذْبَحُ ابْنَهُ إسماعيلَ ورؤيا الأنبياءِ وَحْيٌ فَمَا كانَ من إبراهيمَ إلا أن عَزَمَ عَلَى تحقِيقِ هذِهِ الرّؤيا كَمَا أَمَرَهُ اللهُ تعالى.
يقولُ أهلُ العلمِ بالسِيَرِ أنّ إبراهيمَ لمّا أرادَ ذَبْحَ وَلَدِهِ قالَ لَهُ: {إنْطلِقْ فَنُقَرّبْ قُرباناً إلى اللهِ عزَّ وجلَّ} فَأَخَذَ سِكّيناً وحَبْلاً ثُمّ انطَلَقَ مَعَ ابْنِهِ حتّى إذا ذَهَبَا بَينَ الجبالِ قالَ لَهُ إسماعيلُ: "يا أَبَتِ أينَ قُربانُكَ"
فَقَالَ: {يا بُنيَّ إنّي رأيتُ في المنامِ أنّي أذْبَحُكَ} فَقَالَ لَهُ: "أُشْدُدْ رِباطِي حتّى لا أضّطَرِبَ واكْفُفْ عني ثِيابَكَ حتّى لا يَنْتَضِحَ عليْكَ من دَمِي فَتَراهُ أُمّي فَتَحْزَنْ وأَسْرِعْ مرَّ السّكِينِ على حَلْقِي لِيَكُونَ أَهْوَنَ لِلْمَوْتِ عَلَيَّ فإذا أتيتَ أُمّي فاقْرَأْ عَلَيْها السّلامَ مِنّي" فَأَقْبَلَ عَلَيْهِ إبراهيمُ يُقَبّلُهُ ويبْكي ويَقُولُ: "نِعْمَ العونُ أنتَ يا بُنيّ على أمرِ اللهِ عزَّ وجلَّ".
ثُمّ إنّهُ أَمَرَّ السّكينَ على حَلْقِهِ فلمْ تَعْمَلْ وقيلَ انْقَلَبَتْ فقالَ لَهُ إسماعيلُ: "ما لَكَ"، قالَ: "انْقَلَبَتْ"، قالَ لَهُ وَلَدُهُ: "إطْعَنْ بها طَعْناً" فَلَمّا طَعَنَ بها نَبَتْ ولم تَقْطَعْ شَيْئاً، وعَلِمَ اللهُ مِنهُمَا الصّدْقَ في التّسْليمِ فَنُودِيَ: "يا إبراهيمُ قدْ صَدّقْتَ الرُؤيا هذا فِدَاءُ ابْنِكَ" فَنَظَرَ إبراهيمُ فإذا جِبْريلُ مَعَهُ كبشٌ أملح عَظِيمٌ.
واعلَموا إخْوَةَ الإيمانِ والإسْلامِ أنّ الأُضْحِيَةَ سُنّةٌ عن رسولِ اللهِ فَقَدْ كَانَ صلَّى اللهُ عليهِ وسلّمَ يُضَحّي بِكِبشَيْنِ، ويَدْخُلُ وقْتُ الأُضْحِيةِ إذا طَلعَتْ شمسُ يومِ العيدِ يومِ النحرِ ومضى بعْدَ طُلُوعِهَا قَدْرَ رَكْعَتَينِ وخُطْبَتَينِ، وَيَخرُجُ وقتُهَا بغروبِ شمسِ اليومِ الثّالِثِ من أيّامِ التّشريقِ، ويُسْتَحَبُّ أن يُوَجّهَ الذّبيحَةَ إلى القِبلَةِ وأنْ يُسَمّيَ اللهَ تَعَالى وَيُكَبّرَ ويقولَ: "اللهُمَّ تَقَبَّلْ مِنّي" وإذا ضَحّى المُسلِمُ يُستَحَبُّ إن كانَ مُتَطَوّعاً أن يأكُلَ الثّلثَ ويهْدِيَ الثّلثَ وَيَتَصَدّقَ بالثّلثِ، ولا يَجُوزُ بَيعُ شىءٍ من الأُضْحِيَةِ والأفْضَلُ أنْ يُضَحّي المسلِمُ في دارِهِ بمشْهَدٍ من أهْلِهِ، وإذا دَفَعَ الأُضْحِيَةَ كُلَّهَا للفُقَرَاءِ كانَ جَائِزاً وأمّا أنْ يَأْكُلَهَا كُلَّهَا معْ أهْلِهِ الذينَ يَلْزَمُهُ نَفَقَتَهُمْ فإنّهُ لا يجوزُ.
تَقَبّلَ اللهُ منّا صالحَ الطّاعاتِ وَجَمَعَنَا وإياكُمُ العامَ القَادِمَ على عَرَفَات وَرَزَقَنَا زِيارَةَ قَبْرِ حَبيبِهِ مُحمّدٍ صلّى اللهُ عليهِ وَسلّمَ وَثَبّتَنَا على كامِلِ الإيمانِ أقولُ قوليَ هذا وأسْتَغْفِرُ اللهَ العظيمَ لي ولَكُمْ فيا فَوْزَ المُسْتَغْفِرِينَ استغْفِرُوا اللهَ.
الله أكبر(سبع مرات)
الحمدُ للهِ الذي تَقَدّسَ عنِ الأنْدادِ وأحْصَى كُلَّ شىءٍ عَدَداً وَتَنَزّهَ عنِ الأشْبَاهِ ولمْ يَزَلْ فَرْداً صَمَداً والصّلاةُ والسّلامُ على الرّسُولِ المُجتَبَى والنّبيِ المُصطفى سيِدِنَا مُحمّدٍ بنِ عَبْدِ اللهِ وعلى آلِهِ الأبْرارِ وأصْحَابِهِ الأطْهارِ الأنجابِ ومَنْ تَبِعَهُمْ بإحْسانٍ إلى يوْمِ الجزاءِ والحِسابِ.
أمَّا بَعْدُ مَعْشَرَ الإخوَةِ المُؤمِنِينَ، هَا هُوَ عيدُ الأضْحى المُبارَكُ يأتي بعْدَ يَوْمٍ جَعَلَهُ اللهُ أفْضَلَ أيّامِ السّنَةِ ألا وهُوَ يومُ عَرَفَة، اليومُ الذي يَقِفُ فيهِ المُسْلِمُونَ في عَرَفَة في مَشْهَدٍ بالِغِ التّأثِيرِ وَمَوقِفٍ تَهْتزُّ لهُ المَشَاعِرُ والقُلُوبُ، وَهَا هُمْ حُجَّاجُ بَيْتِ اللهِ يُكَبِّرُونَ في أَرْضِ الحَرَمِ فَيَتَرَدَّدُ صَدَى تَكْبِيراتِهِم في الآفاقِ، فَتَجِدُنَا نُرَدِدُ مَعَهُم: {اللهُ أكبرُ أللهُ أكبرُ، صَدَقَ وَعْدَهْ وَنَصَرَ عَبْدَهْ وَأَعَزَّ جُنْدَهُ وَهَزَمَ الأحزابَ وَحْدَهْ} اجتَمَعُوا هُنَاكَ وَقَدْ أَدَّوِا المَنَاسِكَ وَهُمْ يُوثِقُونَ بَيْنَهُم عُرَى الإخَاءِ لِيَكُونُوا جِسْماً وَاحِداً إذا اشْتَكَى مِنْهُ عُضْوٌ تَدَاعى لَهُ سَائِرُ الجَسَدِ بالسَّهَرِ والحُمَّى.
واعْلَمُوا عِبَادَ اللهِ بأنّ اللهَ أَمَرَكُم بأمْرٍ عَظيمٍ أَمَرَكُم بالصّلاةِ والسّلامِ على نبيِهِ الكريمِ فَقَالَ: {إنّ اللهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصلُّونَ عَلَى النّبي يا أيّها الذينَ آمَنُوا صَلّوا عَليهِ وَسَلّمُوا تَسْليما} اللهُمّ صَلِّ عَلَى مُحمّدٍ وَعَلَى آلِ مُحمّد كَمَا صَلّيْتَ على إبْراهيمَ وَعَلَى آلِ إبراهيمَ وبارِكْ على مُحمّدٍ وعلى آلِ مُحمّد كَمَا بَاركْتَ عَلَى إبراهيمَ وَعَلَى آلِ إبراهيمَ انّكَ حميدٌ مجيدٌ اللهُمّ إنّا دَعَوْناكَ فاستجِبْ لَنَا دُعاءَنَا فاغْفِرِ اللّهُمّ لَنَا ذُنُوبَنَا وإسْرَافَنَا في أَمْرِنَا، اللّهُمّ لا تَدَعْ لَنَا ذَنْباً إلا غَفَرْتَهُ ولا دَيْناً إلا قَضَيْتَهُ وَلا مَريضاً إلا عَافَيتَهُ يا أرحَمَ الرّاحِمِينَ، اللّهُمّ عَلّمْنا ما جَهِلْنَا وَذَكّرْنَا مَا نَسِينَا وانْفَعْنَا بما عَلّمْتَنَا يا رَبَّ العَالمينَ، اللّهُمّ اجْعَلِ القُرءانَ رَبيعَ قُلُوبِنَا وَنُوراً لأبْصَارِنَا وَجَوَارِحِنَا وارْزُقْنا تِلاوَتَهُ آناءَ اللّيْلِ وأطْرافَ النّهارِ.
اللّهُمّ اغفِرْ للمُؤمِنينَ والمُؤمِناتِ الأحْياءِ مِنهُم والأمْوات إنّكَ سَميعٌ قَريبٌ مُجيبُ الدّعَوَاتِ، اللّهُمّ اسْتُرْ عَوْراتِنَا وآمِنْ رَوْعَاتِنَا واكْفِنَا ما أَهَمَّنَا وَقِنَا شَرَّ ما نَتَخَوَّفُ.
عِبَادَ اللهِ إنّ اللهَ يأمُرُ بالعدْلِ والإحْسانِ وإيتاءِ ذي القُربْى ويَنْهى عنِ الفَحْشاءِ والمُنْكَرِ والبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلّكُمْ تَذَكّرُون، أذْكُرُوا اللهَ العَظيمَ يَذْكُرْكُمْ واشْكُرُوهُ يَزِدْكُمْ واسْتَغْفِرُوهُ يَغْفِرْ لَكُمْ واتّقُوهُ يجْعَلْ لَكُمْ من أمْرِكُمْ مَخْرَجاً. أَعَادَهُ اللهُ ع
الله أكبر (تسع مرات)
الحَمْدُ للهِ الذى تَنَزَّهَ عَنِ الشَّبِيهِ والنَّظِيرِ وَتَعَالى عَنِ المَثِيلِ فَقَالَ عَزَّ وَجَلَّ: {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَئٌ وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ} أَحْمَدُهُ عَلَى أَنْ أَلْهَمَنَا العَمَلَ بِالسُّنَّةِ والكِتَابِ وَرَفَعَ في أيَّامِنَا أَسْبابَ الشَّكِ والارْتِيَابِ، وَأَشْهَدُ أنْ لا إلَهَ إلاّ اللهُ وَحْدَهُ لا شَرِيكَ لَهُ، شَهَادَةَ مَنْ يَرْجُو بِإخْلاصِهِ حُسْنَ العُقْبَى وَالمَصِيرِ، وَيُنَزِّهُ خَالِقَهُ عَنِ التَّحَيُّزِ في جِهَةٍ، وَأَشْهَدُ أنَّ سَيِدَنَا مُحَمَّداً عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ الذي نَهَجَ سَبِيلَ النَّجاةِ لِمَنْ سَلَكَ سَبِيلَ مَرْضَاتِهِ، وَأَمَرَ بِالتَّفَكُرِ في آلاءِ اللهِ وَنَهَى عَنِ التَّفَكُّرِ في ذَاتِهِ، صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى ءالِهِ وَأَصْحَابِهِ الذينَ عَلا بِهِمْ مَنَارُ الإيمانِ وارتَفَعْ، وَشَيَّدَ اللهُ بِهِمْ مِنْ قَواعِدِ الدّينِ الحَنِيفِ مَا شَرَعْ، وَأَخْمَدَ بِهِمْ كَلِمَةَ مَنْ حَادَ عَنِ الحقِ وَمَالَ إلى البِدَعْ.
أمَّا بَعْدُ أَحبَابَ الرّسُولِ الأعْظَمِ، فإنَّ خَيْرَ ما أوصيكُمْ بِهِ في هذِهِ الصّبيحَةِ المُبَارَكَةِ تَقْوَى اللهِ والمُسارَعَةُ إلى الطّاعاتِ.
مَعْشَرَ الإخْوَةِ المؤمِنينَ، إنّ يومَ العاشِرِ من ذي الحِجَّةِ هو عيدُ الأضْحى المُباركُ أعادَهُ اللهُ على المُسْلِمِينَ بالخيْرِ والنصرِ والبَرَكَةِ وفي هذِهِ الصَّبيحةِ المُبارَكَةِ من هذا العيدِ وهُوَ يوْمُ النَّحرِ يَتَوَجَّهُ الحُجّاجُ إلى مِنى لرَمْيِ جَمرةِ العَقَبَةِ كما فَعَلَ الرسولُ عليه الصَّلاةُ والسَّلامُ وَلَنَا في رميِ الجِمارِ حِكْمَةٌ عظيمةٌ ففيهِ يَتَذَكّرُ الحاجُّ كيفَ ظَهَرَ الشّيطانُ لسيِدِنَا إبراهيمَ لِيُوَسْوِسَ له فرماهُ بالحَصَى إهانةً لَهُ، فَنَحْنُ مَعَاشرَ المؤمنينَ أُمّةُ مُحمدٍ صلى اللهُ عليهِ وسلَّمَ أمَرَنَا بهذا الرّمْيِ إحياءً لِسُنّةِ نبيِّ اللهِ إبراهيمَ وفي ذلِكَ رمزٌ لمخالَفَةِ الشّيْطانِ وإهانَتِهِ.
أيّها المُسْلِمونَ، إنَّ عِيدَ الأَضْحَى يَحْمِلُ بينَ طيّاتِهِ كثيراً من المعاني السَّامِيَةِ والأضاحي التي يذبحُهَا المُسْلِمونَ تَقَرُّباً إلى اللهِ سُبْحَانَهُ وتعالى في يومِ عيدِ الأضحى تحمِلُ ذكرىً عظيمةً إنَّهَا تُذَكّرُنا بنبيِ اللهِ إبراهيمَ عِنْدَمَا أُمِرَ بِذَبْحِ ابنِهِ إسماعيلَ، وكيفَ فُدِيَ بِذِبْحٍ عَظيمٍ، وقدْ جَاءَ في قِصَّةِ الذَّبيحِ اسماعيلَ أنّ نبيّ اللهِ إبراهيمَ كانَ قَدْ آتاهُ اللهُ الحُجَّةَ عَلَى قَوْمِهِ وَجَعَلَهُ نبيّاً رسولاً فكانَ عَارِفاً باللهِ يَعبُدُ اللهَ وَحْدَهُ وطَلَبَ من رَبِهِ أن يَرْزُقَهُ أولاداً صالحينَ فَرَزَقَهُ اللهُ إسماعيلَ وإسحاقَ ولما كَبرَ ابْنُهُ إسماعيلُ وتَرَعْرَعَ كما يُحِبُّ سيّدُنَا إبراهيمُ وصارَ يُرافِقُ أباهُ ويمشي مَعَهُ رأى إبراهيمُ عليهِ الصّلاةُ والسّلامُ في المنامِ أنّهُ يَذْبَحُ ابْنَهُ إسماعيلَ ورؤيا الأنبياءِ وَحْيٌ فَمَا كانَ من إبراهيمَ إلا أن عَزَمَ عَلَى تحقِيقِ هذِهِ الرّؤيا كَمَا أَمَرَهُ اللهُ تعالى.
يقولُ أهلُ العلمِ بالسِيَرِ أنّ إبراهيمَ لمّا أرادَ ذَبْحَ وَلَدِهِ قالَ لَهُ: {إنْطلِقْ فَنُقَرّبْ قُرباناً إلى اللهِ عزَّ وجلَّ} فَأَخَذَ سِكّيناً وحَبْلاً ثُمّ انطَلَقَ مَعَ ابْنِهِ حتّى إذا ذَهَبَا بَينَ الجبالِ قالَ لَهُ إسماعيلُ: "يا أَبَتِ أينَ قُربانُكَ"
فَقَالَ: {يا بُنيَّ إنّي رأيتُ في المنامِ أنّي أذْبَحُكَ} فَقَالَ لَهُ: "أُشْدُدْ رِباطِي حتّى لا أضّطَرِبَ واكْفُفْ عني ثِيابَكَ حتّى لا يَنْتَضِحَ عليْكَ من دَمِي فَتَراهُ أُمّي فَتَحْزَنْ وأَسْرِعْ مرَّ السّكِينِ على حَلْقِي لِيَكُونَ أَهْوَنَ لِلْمَوْتِ عَلَيَّ فإذا أتيتَ أُمّي فاقْرَأْ عَلَيْها السّلامَ مِنّي" فَأَقْبَلَ عَلَيْهِ إبراهيمُ يُقَبّلُهُ ويبْكي ويَقُولُ: "نِعْمَ العونُ أنتَ يا بُنيّ على أمرِ اللهِ عزَّ وجلَّ".
ثُمّ إنّهُ أَمَرَّ السّكينَ على حَلْقِهِ فلمْ تَعْمَلْ وقيلَ انْقَلَبَتْ فقالَ لَهُ إسماعيلُ: "ما لَكَ"، قالَ: "انْقَلَبَتْ"، قالَ لَهُ وَلَدُهُ: "إطْعَنْ بها طَعْناً" فَلَمّا طَعَنَ بها نَبَتْ ولم تَقْطَعْ شَيْئاً، وعَلِمَ اللهُ مِنهُمَا الصّدْقَ في التّسْليمِ فَنُودِيَ: "يا إبراهيمُ قدْ صَدّقْتَ الرُؤيا هذا فِدَاءُ ابْنِكَ" فَنَظَرَ إبراهيمُ فإذا جِبْريلُ مَعَهُ كبشٌ أملح عَظِيمٌ.
واعلَموا إخْوَةَ الإيمانِ والإسْلامِ أنّ الأُضْحِيَةَ سُنّةٌ عن رسولِ اللهِ فَقَدْ كَانَ صلَّى اللهُ عليهِ وسلّمَ يُضَحّي بِكِبشَيْنِ، ويَدْخُلُ وقْتُ الأُضْحِيةِ إذا طَلعَتْ شمسُ يومِ العيدِ يومِ النحرِ ومضى بعْدَ طُلُوعِهَا قَدْرَ رَكْعَتَينِ وخُطْبَتَينِ، وَيَخرُجُ وقتُهَا بغروبِ شمسِ اليومِ الثّالِثِ من أيّامِ التّشريقِ، ويُسْتَحَبُّ أن يُوَجّهَ الذّبيحَةَ إلى القِبلَةِ وأنْ يُسَمّيَ اللهَ تَعَالى وَيُكَبّرَ ويقولَ: "اللهُمَّ تَقَبَّلْ مِنّي" وإذا ضَحّى المُسلِمُ يُستَحَبُّ إن كانَ مُتَطَوّعاً أن يأكُلَ الثّلثَ ويهْدِيَ الثّلثَ وَيَتَصَدّقَ بالثّلثِ، ولا يَجُوزُ بَيعُ شىءٍ من الأُضْحِيَةِ والأفْضَلُ أنْ يُضَحّي المسلِمُ في دارِهِ بمشْهَدٍ من أهْلِهِ، وإذا دَفَعَ الأُضْحِيَةَ كُلَّهَا للفُقَرَاءِ كانَ جَائِزاً وأمّا أنْ يَأْكُلَهَا كُلَّهَا معْ أهْلِهِ الذينَ يَلْزَمُهُ نَفَقَتَهُمْ فإنّهُ لا يجوزُ.
تَقَبّلَ اللهُ منّا صالحَ الطّاعاتِ وَجَمَعَنَا وإياكُمُ العامَ القَادِمَ على عَرَفَات وَرَزَقَنَا زِيارَةَ قَبْرِ حَبيبِهِ مُحمّدٍ صلّى اللهُ عليهِ وَسلّمَ وَثَبّتَنَا على كامِلِ الإيمانِ أقولُ قوليَ هذا وأسْتَغْفِرُ اللهَ العظيمَ لي ولَكُمْ فيا فَوْزَ المُسْتَغْفِرِينَ استغْفِرُوا اللهَ.
الله أكبر(سبع مرات)
الحمدُ للهِ الذي تَقَدّسَ عنِ الأنْدادِ وأحْصَى كُلَّ شىءٍ عَدَداً وَتَنَزّهَ عنِ الأشْبَاهِ ولمْ يَزَلْ فَرْداً صَمَداً والصّلاةُ والسّلامُ على الرّسُولِ المُجتَبَى والنّبيِ المُصطفى سيِدِنَا مُحمّدٍ بنِ عَبْدِ اللهِ وعلى آلِهِ الأبْرارِ وأصْحَابِهِ الأطْهارِ الأنجابِ ومَنْ تَبِعَهُمْ بإحْسانٍ إلى يوْمِ الجزاءِ والحِسابِ.
أمَّا بَعْدُ مَعْشَرَ الإخوَةِ المُؤمِنِينَ، هَا هُوَ عيدُ الأضْحى المُبارَكُ يأتي بعْدَ يَوْمٍ جَعَلَهُ اللهُ أفْضَلَ أيّامِ السّنَةِ ألا وهُوَ يومُ عَرَفَة، اليومُ الذي يَقِفُ فيهِ المُسْلِمُونَ في عَرَفَة في مَشْهَدٍ بالِغِ التّأثِيرِ وَمَوقِفٍ تَهْتزُّ لهُ المَشَاعِرُ والقُلُوبُ، وَهَا هُمْ حُجَّاجُ بَيْتِ اللهِ يُكَبِّرُونَ في أَرْضِ الحَرَمِ فَيَتَرَدَّدُ صَدَى تَكْبِيراتِهِم في الآفاقِ، فَتَجِدُنَا نُرَدِدُ مَعَهُم: {اللهُ أكبرُ أللهُ أكبرُ، صَدَقَ وَعْدَهْ وَنَصَرَ عَبْدَهْ وَأَعَزَّ جُنْدَهُ وَهَزَمَ الأحزابَ وَحْدَهْ} اجتَمَعُوا هُنَاكَ وَقَدْ أَدَّوِا المَنَاسِكَ وَهُمْ يُوثِقُونَ بَيْنَهُم عُرَى الإخَاءِ لِيَكُونُوا جِسْماً وَاحِداً إذا اشْتَكَى مِنْهُ عُضْوٌ تَدَاعى لَهُ سَائِرُ الجَسَدِ بالسَّهَرِ والحُمَّى.
واعْلَمُوا عِبَادَ اللهِ بأنّ اللهَ أَمَرَكُم بأمْرٍ عَظيمٍ أَمَرَكُم بالصّلاةِ والسّلامِ على نبيِهِ الكريمِ فَقَالَ: {إنّ اللهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصلُّونَ عَلَى النّبي يا أيّها الذينَ آمَنُوا صَلّوا عَليهِ وَسَلّمُوا تَسْليما} اللهُمّ صَلِّ عَلَى مُحمّدٍ وَعَلَى آلِ مُحمّد كَمَا صَلّيْتَ على إبْراهيمَ وَعَلَى آلِ إبراهيمَ وبارِكْ على مُحمّدٍ وعلى آلِ مُحمّد كَمَا بَاركْتَ عَلَى إبراهيمَ وَعَلَى آلِ إبراهيمَ انّكَ حميدٌ مجيدٌ اللهُمّ إنّا دَعَوْناكَ فاستجِبْ لَنَا دُعاءَنَا فاغْفِرِ اللّهُمّ لَنَا ذُنُوبَنَا وإسْرَافَنَا في أَمْرِنَا، اللّهُمّ لا تَدَعْ لَنَا ذَنْباً إلا غَفَرْتَهُ ولا دَيْناً إلا قَضَيْتَهُ وَلا مَريضاً إلا عَافَيتَهُ يا أرحَمَ الرّاحِمِينَ، اللّهُمّ عَلّمْنا ما جَهِلْنَا وَذَكّرْنَا مَا نَسِينَا وانْفَعْنَا بما عَلّمْتَنَا يا رَبَّ العَالمينَ، اللّهُمّ اجْعَلِ القُرءانَ رَبيعَ قُلُوبِنَا وَنُوراً لأبْصَارِنَا وَجَوَارِحِنَا وارْزُقْنا تِلاوَتَهُ آناءَ اللّيْلِ وأطْرافَ النّهارِ.
اللّهُمّ اغفِرْ للمُؤمِنينَ والمُؤمِناتِ الأحْياءِ مِنهُم والأمْوات إنّكَ سَميعٌ قَريبٌ مُجيبُ الدّعَوَاتِ، اللّهُمّ اسْتُرْ عَوْراتِنَا وآمِنْ رَوْعَاتِنَا واكْفِنَا ما أَهَمَّنَا وَقِنَا شَرَّ ما نَتَخَوَّفُ.
عِبَادَ اللهِ إنّ اللهَ يأمُرُ بالعدْلِ والإحْسانِ وإيتاءِ ذي القُربْى ويَنْهى عنِ الفَحْشاءِ والمُنْكَرِ والبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلّكُمْ تَذَكّرُون، أذْكُرُوا اللهَ العَظيمَ يَذْكُرْكُمْ واشْكُرُوهُ يَزِدْكُمْ واسْتَغْفِرُوهُ يَغْفِرْ لَكُمْ واتّقُوهُ يجْعَلْ لَكُمْ من أمْرِكُمْ مَخْرَجاً. أَعَادَهُ اللهُ ع
mohamed- عضو متميز
- عدد المساهمات : 2533
تاريخ التسجيل : 22/11/2009
العمر : 27
المستوى: : 2/7
القسم : : 2/7
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
الأربعاء مايو 18, 2016 2:16 am من طرف RACHID
» برامج منوعة لتعليم الاطفال
الخميس مايو 28, 2015 3:14 pm من طرف RACHID
» les composantes d'un ordinateur
الأربعاء مايو 27, 2015 4:24 am من طرف RACHID
» برنامج crocodile clips بالنسبة لمادة الفيزياء و التكنولوجيا
الإثنين مايو 25, 2015 2:15 pm من طرف RACHID
» برامج تعليمية للاطفال
الإثنين مايو 18, 2015 2:58 pm من طرف RACHID
» امتحانات جهوية لمادة اللغة العربية 2014 مع التصحيح
الإثنين مايو 18, 2015 9:21 am من طرف RACHID
» امتحانات جهوية لمادة اللغة الفرنسية 2014 مع التصحيح
الأحد مايو 17, 2015 2:20 pm من طرف RACHID
» موقع يحتوي على مجموعة من الامتحانات الجهوية للتحميل مع التصحييح
الأحد مايو 17, 2015 6:23 am من طرف RACHID
» un lien très intéressant pour les enseignants de français
السبت سبتمبر 20, 2014 10:57 am من طرف redha