دخول
مواضيع مماثلة
احصائيات
هذا المنتدى يتوفر على 4236 عُضو.آخر عُضو مُسجل هو ismailajray فمرحباً به.
أعضاؤنا قدموا 32000 مساهمة في هذا المنتدى في 7320 موضوع
المواضيع الأخيرة
و اجني الارباح
COUR RESEAU
الحضارة الانسانية
3 مشترك
صفحة 1 من اصل 1
الحضارة الانسانية
حضارة الانسان
ان اية حضارة سادت في عمق التاريخ ، انما بدات من الانسان . فهو الهدف وهو الغاية وهو الوسيلة في آن واحد.
وحضارة الاسلام تعتبر الانسان حجر الزاوية ، ولهذا وردت تاكيدات متوالية في القرآن الحكيم علي كرامة الانسان : ـ“ ولقد كرمنا بني آدم وحملناهم في البر والبحر “.
“ ولقد خلقنا الانسان في احسن تقويم “.
لكن اعتماد حضارة الاسلام علي الانسان ، ليس كاعتماد الحضارات الاخري عليه ـ والفرق يكمن في ان الاسلام يومن بان هدف الحضارة الاسلامية هدف سامي ، لابد لة ان يتحقق بوسيلة ربانية تتناسب مع سمو هذا الهدف . ولهذا فان الانسان الذي هو باني الحضارة وصانعهامن الطبيعي ان تنعكس عليه اشعاعات الحضارة ـ لكنها في الاسلام تاخذ اطار اوسع وابعاد اعمق .
ولتوضيح هذا الفرق ، لابد ان نذكر بان الانسان لة جانبان : جانب العقل ، وجانب الهوي . وجانب الهوي ـ كما هو معلوم ـ يتشكل علي صورة غرائز ولدت مع الانسان وتاصلت فية .
الحضارات الاخري استفادت من الانسان في بنائها من عقلة وهواة ، ولهذا وقعت في تناقضات كبيرة وتداخلات لا حصر لها. فهي من جهة استهدفت سعادة الانسان ، لكنها من جهة سحقت كرامتة . وهي من جهة خدمت الانسان بتقنياتها وبانجازاتها الحضارية ، ومن جهة اخرياخذت تتعامل مع الانسان علي انة آلة صماء. بينما حضارة الاسلام وتبع لمنطلقها العقائدي تعاملت مع الانسان بعقلة لا مع هواة ، بارادتة لا بايحاءاتة الشيطانية . اذ كما في نفس الانسان قابليات الخير والصلاح ، فانها ايض مجمع لمحفزات الشر والفساد. ولهذافان الحضارة الاسلامية لا تعتبر من الصحة بمكان الاستفادة من الانسان مطلق ، والا فان ذلك سوف ينعكس علي صورة البناء.
ان تعامل الاسلام مع الانسان كانسان انما يكمن في العقل والارادة والحرية ، او بعبارة اخري الارادة الحرة الناضجة بعيدة عن الهوي والشهوة . ولذلك فان آية اللة المدرسي يداب في حديثة عن بناء الشخصية المومنة الحضارية علي تاكيد هذا الامر، لما لة من تاثيرعلي نمو الحضارة علي اساس قوي وسليم .
وتظهر ثمرة الفرق بين الاتجاهين ان اخذ الهوي مع العقل في الانسان كما هو حال الحضارة القائمة قد يدمر كل افرازات العقل ومكاسب الارادة الواعية ، حتي لو كان علي حساب الانسان . بينما اذا اخذنا الانسان بعقلة ، فسوف تحدث عندنا ضمانات كافية للحفاظ علي الانسان كانسان .
ولهذا فان رسالة الاسلام تبشر بحضارة العقل عبر تلك القيم التي اراد اللة سبحانة وتعالي لها ان تحكم هذا الكون . والحضارة القائمة تسير في خط متوازي مع الجهل . فالعقل نور والجهل ظلام ، وهذا يعني ان لكل من هاتيتن الحالتين سلسلتين من الخصال والصفات توثر شئنا ام ابينا علي صورة الحضارة المنشودة . فالاخلاقيات الحسنة والمناقبيات الحضارية في اي انسان تمتد الي العقل ، والصفات الاخري المناقضة تتصل بالجهل ، وهاتان الحالتان مغروستان في كيان الانسان الذاتي بدلالة الاية الشريفة : ـ “ ونفس وما سواها، فالهمهافجورها وتقواها “.
والجهل الذي يقع علي راس السلسلة السلبية يمثل الطبيعة الاولية للانسان ، ولدية عشرات من الجنود الخفية مثل الحسد والعجلة وحب الذات والانانية والانسانية والعنصرية .. فصلها السيد المدرسي في كتاب المنطق الاسلامي . غير ان هذه الطبيعة الاولية تنعدم شيئفشيئ بوجود جنود العقل الذي يتصدر بنود العلم والمعرفة النافعة والكرم والصدق والامانة والصبر والايثار. لكن مع ذلك ومهما سما الانسان في درجات العقل والعلم ، فان طبيعتة الاولية المتصلة بالجهل تبقي في ذاتة ، ولذلك فان الانسان لا يمكن ان يتجاوز تاثيرات هذه الطبيعة ، الا اذا ارتبط بحبل عقائدي رباني يعزز العقل والسلسلة التي ترتبط بة .
ويمكننا ان نضرب مثالا علي العقل في الحضارة الانسانية باضاءة المصباح الكهربائي ، فاول ما يوصل الانسان التيار الكهربائي الي المصباح تجدة يضي ء فاذا قطعنا عنة التيار فانة سوف ينطفي مباشرة . وهكذا الحضارة فاذا اتصلت بمصدر النور بسلسلة العقل ، سوفتكون حضارة ملوها السعادة والاطمئنان ، والعكس ايض .
وبمراجعة لمسيرة الحضارة القائمة ندرك بوضوح التجاوزات الهائلة التي حدثت بحق الانسان .. هذه التجاوزات التي جعلت الانسان يخدم الحضارة في الوقت الذي كان فية العكس هو المطلوب . وحضارة الاسلام التي تنطلق من مبدا التوحيد وتعتمد علي الانسان اعتماد كبيرتضع للانسان قائمة طويلة من الحقوق ، بحيث لا يمكن تجاوز “الانسان “ ككيان مقدس لاي مصلحة ولاي اعتبار متسرع . وهذه القائمة تنقسم الي قسمين : ـ1 ـ الحقوق المادية ; وهي التي تتصل بنتاج جهد الانسان طوال حياتة . فهذا الجهد يجب احترامة وتقديرة وعدم التجاوز عليه . فالانسان حر في التصرف في مالة ، وعلي حسب القاعدة الفقهية “الناس مسلطون علي اموالهم “، ولكن بشرط ان لا يوثر علي حرية الاخرين .
2 ـ الحقوق المعنوية ; وهذه الحقوق لا تتمثل في مادة ملموسة ، بل في الامور المعنوية . ومن هذه الامور علي سبيل المثال لا الحصر، احترام شخصية الانسان . فتنمية الانسان لنفسة سواء بالعلم او المعرفة او الملاكات والكفاءات الاخري لا تتحقق خلال فترةقصيرة ، بل قد يحتاج ذلك منة الي ان يقضي عمر مديد يتمتع فية بنمط اخلاقي صارم او برنامج قاس لاكتساب مثل هذه الامور. ان الاسلام ومن باب الحقوق المعنوية للانسان ، حرم تحطيم شخصية الانسان التي كلفتة عمرة . ولهذا قالوا ان الانسان عادة ما يهتم بشخصيتة اكثر من اهتمامة بشخصة ، فهو يعرض نفسة للاخطار والمغامرات من اجل سمو شخصيتة ، فهل يحق لاحد لان يتجاهل هذه الشخصية بين عشية وضحاها؟!
لقد وضع الاسلام للحقوق المعنوية وصايا اخلاقية كثيرة من اجل تقدير قيمة الانسان وما يرتبط بة ، لكننا هنا ونظر لعدم اختصاص هذا الكتاب لذلك نذكر حق واحد فقط هو حق الحرية .
ان التشريعات السماوية تسعي نحو تحقيق اهداف عظيمة من اجل صيانة العقيدة وحفظ الروح والعرض والمال . والتسلسل الطبيعي كما قلنا يبدا بالتوحيد وتنبثق منة عدة ثمار منها الاستقلال والامن والحرية .
وحديثنا في هذا القسم عن مسالة الحرية التي تشتمل علي عدة حلقات بعضها يكمل بعض . الا ان الحلقة الاولي منها هي حرية الفرد، وتتجسد هذه الحرية في ارادة الانسان الحرة ، او ما يسمي بحرية القرار لدية . وتاتي الحلقة الثانية في سلسلة الحرية في الاسلام، وهي حرية القانون التي تضمن وتكفل حرية الانسان علي ضوء هذا القانون وبنودة .
وتشريعات الاسلام انما شرعت من اجل ضمان هذه الحرية ، ذلك لان الانسان خلق بطبيعتة حر . لكن تداخل الاوضاع وتشابك الظروف جعل من الضروري توضيح راي الاسلام في حرية الفرد كفرد او كمجتمع .
والاسلام يضمن حرية الفرد عبر الحديث عن الحرمة ، هذه المفردة التي تتكرر كثير في آيات الذكر الحكيم ، دستور معالم الحضارة الاسلامية ، وفي الاحكام الفقهية الاخري . والحرمة كما يري السيد المدرسي بعد من ابعاد الحرية ، ذلك لان الحرمة والحرية صورتانلبصيرة واحدة . والاسلام قبل ان يتحدث عن الحرية تحدث اولا عن الحرمة لتحديد قيمة الحرية وابعادها وتطبيقاتها. فمثلا يقول الاسلام :
>ان المسلم علي السلم حرام دمة ومالة وعرضة <.
هذا الحديث يوكد في البداية علي حرمة التجاوزات علي حقوق الانسان المسلم ، حتي لو كانت تحت شعار الحرية . لماذا؟ لان هذه التجاوزات تتنافر في حقيقتها مع مفهوم الحرية ، باعتبار ان لكل حرية حدود ، وحدود حرية كل فرد وكل تجمع تنتهي عند بداية حدود الاخرين . فالانسان لة الحق في طلب حريتة ، ولكن بشرط ان لا تتعدي ولا تتجاوز علي حرية الاخرين .
لكن للاسف المشكلة الحادثة اليوم في الحديث عن الحرية ، ان الانسان بذاتة لا يقدر حدود حرية الاشياء، وهذا ما تنادي بة الحضارة القائمة . فمثلا التطور والتقدم في الحضارة القائمة اذا تعارض مع مصلحة الانسان ، فان التقدم يقدم عليه بلا قياس .
بينما يعلن التمدن الاسلامي باننا لو خيرنا بين امرين ، احدهما ينفع الانسان والاخر لا يفيد الا التطور الاقتصادي والصناعي ، فاننا ملزمون باختيار ما ينفع الانسان ولو كان علي حساب الصناعة او التطور او الرفاة . اما الحضارة القائمة فلا تومن بذلك . فمثلا الاتحاد السوفياتي المرحوم لما وضع ستالين اول خطة خمسية لتطوير الاتحاد السوفياتي ، كلفت هذه الخطة الشعب السوفياتي 02 مليون انسان . لكن ذلك لم يمنع النظام الشيوعي من التراجع عن هذه الخطة ، علي رغم معارضتها لمصلحة الانسان ، بل لوجودة . وهكذا الحال في الدول الغربية حيث تتصاعد هذه السنين مشكلة تلوث البيئة ، هذه المشكلة التي فرضت نفسها علي اغلب من يعيشون علي هذا الكوكب . فالانسان مجبور علي ان يستنشق الهواء الملوث بدخان المصانع التي تصدر الغازات الناتجة من المواد المحروقة . ولا يخفي ان هذا التلوث يسبب ضعف عام عند الانسان يدعوة الي الخمول والكسل ويا ليت بقيت هذه المشكلة عند هذا الحد، بل انها باتت تهدد الكون كلة ، بل والاجيال القادمة ايض ، لان صعود الغازات المحروقة يسبب ثغرات في الغلاف الجوي الذي يحمي الارض من الاشعة الضارة المتوجهة اليها من الاجرام السماوية . وهناك عدة مبادرات من بعض الاطراف في اوربا وامريكا، لكن من بيدهم القرار لازالوا يرفضون ذلك تبع للمصالح الهائلة التي تدرها هذه المصانع بحجة ان هذه السموم غير ضارة .
هذا هو اسلوب التفكير الحاكم اذا تعارضت مصلحة الانسان مع الاشياء الاخري . بينما التمدن الاسلامي يوكد ان السعي لتطوير الاقتصاد ليس مطلوبا لذاتة ، وانما لهدف اكبر هو خدمة الانسان وسعادتة .
ان اية حضارة سادت في عمق التاريخ ، انما بدات من الانسان . فهو الهدف وهو الغاية وهو الوسيلة في آن واحد.
وحضارة الاسلام تعتبر الانسان حجر الزاوية ، ولهذا وردت تاكيدات متوالية في القرآن الحكيم علي كرامة الانسان : ـ“ ولقد كرمنا بني آدم وحملناهم في البر والبحر “.
“ ولقد خلقنا الانسان في احسن تقويم “.
لكن اعتماد حضارة الاسلام علي الانسان ، ليس كاعتماد الحضارات الاخري عليه ـ والفرق يكمن في ان الاسلام يومن بان هدف الحضارة الاسلامية هدف سامي ، لابد لة ان يتحقق بوسيلة ربانية تتناسب مع سمو هذا الهدف . ولهذا فان الانسان الذي هو باني الحضارة وصانعهامن الطبيعي ان تنعكس عليه اشعاعات الحضارة ـ لكنها في الاسلام تاخذ اطار اوسع وابعاد اعمق .
ولتوضيح هذا الفرق ، لابد ان نذكر بان الانسان لة جانبان : جانب العقل ، وجانب الهوي . وجانب الهوي ـ كما هو معلوم ـ يتشكل علي صورة غرائز ولدت مع الانسان وتاصلت فية .
الحضارات الاخري استفادت من الانسان في بنائها من عقلة وهواة ، ولهذا وقعت في تناقضات كبيرة وتداخلات لا حصر لها. فهي من جهة استهدفت سعادة الانسان ، لكنها من جهة سحقت كرامتة . وهي من جهة خدمت الانسان بتقنياتها وبانجازاتها الحضارية ، ومن جهة اخرياخذت تتعامل مع الانسان علي انة آلة صماء. بينما حضارة الاسلام وتبع لمنطلقها العقائدي تعاملت مع الانسان بعقلة لا مع هواة ، بارادتة لا بايحاءاتة الشيطانية . اذ كما في نفس الانسان قابليات الخير والصلاح ، فانها ايض مجمع لمحفزات الشر والفساد. ولهذافان الحضارة الاسلامية لا تعتبر من الصحة بمكان الاستفادة من الانسان مطلق ، والا فان ذلك سوف ينعكس علي صورة البناء.
ان تعامل الاسلام مع الانسان كانسان انما يكمن في العقل والارادة والحرية ، او بعبارة اخري الارادة الحرة الناضجة بعيدة عن الهوي والشهوة . ولذلك فان آية اللة المدرسي يداب في حديثة عن بناء الشخصية المومنة الحضارية علي تاكيد هذا الامر، لما لة من تاثيرعلي نمو الحضارة علي اساس قوي وسليم .
وتظهر ثمرة الفرق بين الاتجاهين ان اخذ الهوي مع العقل في الانسان كما هو حال الحضارة القائمة قد يدمر كل افرازات العقل ومكاسب الارادة الواعية ، حتي لو كان علي حساب الانسان . بينما اذا اخذنا الانسان بعقلة ، فسوف تحدث عندنا ضمانات كافية للحفاظ علي الانسان كانسان .
ولهذا فان رسالة الاسلام تبشر بحضارة العقل عبر تلك القيم التي اراد اللة سبحانة وتعالي لها ان تحكم هذا الكون . والحضارة القائمة تسير في خط متوازي مع الجهل . فالعقل نور والجهل ظلام ، وهذا يعني ان لكل من هاتيتن الحالتين سلسلتين من الخصال والصفات توثر شئنا ام ابينا علي صورة الحضارة المنشودة . فالاخلاقيات الحسنة والمناقبيات الحضارية في اي انسان تمتد الي العقل ، والصفات الاخري المناقضة تتصل بالجهل ، وهاتان الحالتان مغروستان في كيان الانسان الذاتي بدلالة الاية الشريفة : ـ “ ونفس وما سواها، فالهمهافجورها وتقواها “.
والجهل الذي يقع علي راس السلسلة السلبية يمثل الطبيعة الاولية للانسان ، ولدية عشرات من الجنود الخفية مثل الحسد والعجلة وحب الذات والانانية والانسانية والعنصرية .. فصلها السيد المدرسي في كتاب المنطق الاسلامي . غير ان هذه الطبيعة الاولية تنعدم شيئفشيئ بوجود جنود العقل الذي يتصدر بنود العلم والمعرفة النافعة والكرم والصدق والامانة والصبر والايثار. لكن مع ذلك ومهما سما الانسان في درجات العقل والعلم ، فان طبيعتة الاولية المتصلة بالجهل تبقي في ذاتة ، ولذلك فان الانسان لا يمكن ان يتجاوز تاثيرات هذه الطبيعة ، الا اذا ارتبط بحبل عقائدي رباني يعزز العقل والسلسلة التي ترتبط بة .
ويمكننا ان نضرب مثالا علي العقل في الحضارة الانسانية باضاءة المصباح الكهربائي ، فاول ما يوصل الانسان التيار الكهربائي الي المصباح تجدة يضي ء فاذا قطعنا عنة التيار فانة سوف ينطفي مباشرة . وهكذا الحضارة فاذا اتصلت بمصدر النور بسلسلة العقل ، سوفتكون حضارة ملوها السعادة والاطمئنان ، والعكس ايض .
وبمراجعة لمسيرة الحضارة القائمة ندرك بوضوح التجاوزات الهائلة التي حدثت بحق الانسان .. هذه التجاوزات التي جعلت الانسان يخدم الحضارة في الوقت الذي كان فية العكس هو المطلوب . وحضارة الاسلام التي تنطلق من مبدا التوحيد وتعتمد علي الانسان اعتماد كبيرتضع للانسان قائمة طويلة من الحقوق ، بحيث لا يمكن تجاوز “الانسان “ ككيان مقدس لاي مصلحة ولاي اعتبار متسرع . وهذه القائمة تنقسم الي قسمين : ـ1 ـ الحقوق المادية ; وهي التي تتصل بنتاج جهد الانسان طوال حياتة . فهذا الجهد يجب احترامة وتقديرة وعدم التجاوز عليه . فالانسان حر في التصرف في مالة ، وعلي حسب القاعدة الفقهية “الناس مسلطون علي اموالهم “، ولكن بشرط ان لا يوثر علي حرية الاخرين .
2 ـ الحقوق المعنوية ; وهذه الحقوق لا تتمثل في مادة ملموسة ، بل في الامور المعنوية . ومن هذه الامور علي سبيل المثال لا الحصر، احترام شخصية الانسان . فتنمية الانسان لنفسة سواء بالعلم او المعرفة او الملاكات والكفاءات الاخري لا تتحقق خلال فترةقصيرة ، بل قد يحتاج ذلك منة الي ان يقضي عمر مديد يتمتع فية بنمط اخلاقي صارم او برنامج قاس لاكتساب مثل هذه الامور. ان الاسلام ومن باب الحقوق المعنوية للانسان ، حرم تحطيم شخصية الانسان التي كلفتة عمرة . ولهذا قالوا ان الانسان عادة ما يهتم بشخصيتة اكثر من اهتمامة بشخصة ، فهو يعرض نفسة للاخطار والمغامرات من اجل سمو شخصيتة ، فهل يحق لاحد لان يتجاهل هذه الشخصية بين عشية وضحاها؟!
لقد وضع الاسلام للحقوق المعنوية وصايا اخلاقية كثيرة من اجل تقدير قيمة الانسان وما يرتبط بة ، لكننا هنا ونظر لعدم اختصاص هذا الكتاب لذلك نذكر حق واحد فقط هو حق الحرية .
ان التشريعات السماوية تسعي نحو تحقيق اهداف عظيمة من اجل صيانة العقيدة وحفظ الروح والعرض والمال . والتسلسل الطبيعي كما قلنا يبدا بالتوحيد وتنبثق منة عدة ثمار منها الاستقلال والامن والحرية .
وحديثنا في هذا القسم عن مسالة الحرية التي تشتمل علي عدة حلقات بعضها يكمل بعض . الا ان الحلقة الاولي منها هي حرية الفرد، وتتجسد هذه الحرية في ارادة الانسان الحرة ، او ما يسمي بحرية القرار لدية . وتاتي الحلقة الثانية في سلسلة الحرية في الاسلام، وهي حرية القانون التي تضمن وتكفل حرية الانسان علي ضوء هذا القانون وبنودة .
وتشريعات الاسلام انما شرعت من اجل ضمان هذه الحرية ، ذلك لان الانسان خلق بطبيعتة حر . لكن تداخل الاوضاع وتشابك الظروف جعل من الضروري توضيح راي الاسلام في حرية الفرد كفرد او كمجتمع .
والاسلام يضمن حرية الفرد عبر الحديث عن الحرمة ، هذه المفردة التي تتكرر كثير في آيات الذكر الحكيم ، دستور معالم الحضارة الاسلامية ، وفي الاحكام الفقهية الاخري . والحرمة كما يري السيد المدرسي بعد من ابعاد الحرية ، ذلك لان الحرمة والحرية صورتانلبصيرة واحدة . والاسلام قبل ان يتحدث عن الحرية تحدث اولا عن الحرمة لتحديد قيمة الحرية وابعادها وتطبيقاتها. فمثلا يقول الاسلام :
>ان المسلم علي السلم حرام دمة ومالة وعرضة <.
هذا الحديث يوكد في البداية علي حرمة التجاوزات علي حقوق الانسان المسلم ، حتي لو كانت تحت شعار الحرية . لماذا؟ لان هذه التجاوزات تتنافر في حقيقتها مع مفهوم الحرية ، باعتبار ان لكل حرية حدود ، وحدود حرية كل فرد وكل تجمع تنتهي عند بداية حدود الاخرين . فالانسان لة الحق في طلب حريتة ، ولكن بشرط ان لا تتعدي ولا تتجاوز علي حرية الاخرين .
لكن للاسف المشكلة الحادثة اليوم في الحديث عن الحرية ، ان الانسان بذاتة لا يقدر حدود حرية الاشياء، وهذا ما تنادي بة الحضارة القائمة . فمثلا التطور والتقدم في الحضارة القائمة اذا تعارض مع مصلحة الانسان ، فان التقدم يقدم عليه بلا قياس .
بينما يعلن التمدن الاسلامي باننا لو خيرنا بين امرين ، احدهما ينفع الانسان والاخر لا يفيد الا التطور الاقتصادي والصناعي ، فاننا ملزمون باختيار ما ينفع الانسان ولو كان علي حساب الصناعة او التطور او الرفاة . اما الحضارة القائمة فلا تومن بذلك . فمثلا الاتحاد السوفياتي المرحوم لما وضع ستالين اول خطة خمسية لتطوير الاتحاد السوفياتي ، كلفت هذه الخطة الشعب السوفياتي 02 مليون انسان . لكن ذلك لم يمنع النظام الشيوعي من التراجع عن هذه الخطة ، علي رغم معارضتها لمصلحة الانسان ، بل لوجودة . وهكذا الحال في الدول الغربية حيث تتصاعد هذه السنين مشكلة تلوث البيئة ، هذه المشكلة التي فرضت نفسها علي اغلب من يعيشون علي هذا الكوكب . فالانسان مجبور علي ان يستنشق الهواء الملوث بدخان المصانع التي تصدر الغازات الناتجة من المواد المحروقة . ولا يخفي ان هذا التلوث يسبب ضعف عام عند الانسان يدعوة الي الخمول والكسل ويا ليت بقيت هذه المشكلة عند هذا الحد، بل انها باتت تهدد الكون كلة ، بل والاجيال القادمة ايض ، لان صعود الغازات المحروقة يسبب ثغرات في الغلاف الجوي الذي يحمي الارض من الاشعة الضارة المتوجهة اليها من الاجرام السماوية . وهناك عدة مبادرات من بعض الاطراف في اوربا وامريكا، لكن من بيدهم القرار لازالوا يرفضون ذلك تبع للمصالح الهائلة التي تدرها هذه المصانع بحجة ان هذه السموم غير ضارة .
هذا هو اسلوب التفكير الحاكم اذا تعارضت مصلحة الانسان مع الاشياء الاخري . بينما التمدن الاسلامي يوكد ان السعي لتطوير الاقتصاد ليس مطلوبا لذاتة ، وانما لهدف اكبر هو خدمة الانسان وسعادتة .
salma- مشرف
- عدد المساهمات : 301
تاريخ التسجيل : 27/11/2009
العمر : 26
المستوى: : 3ASC
القسم : : A
mohamed- عضو متميز
- عدد المساهمات : 2533
تاريخ التسجيل : 22/11/2009
العمر : 26
المستوى: : 2/7
القسم : : 2/7
شيماء اليسع- مشرف
- عدد المساهمات : 2343
تاريخ التسجيل : 21/11/2009
العمر : 26
المستوى: : الثانية إعدادي
القسم : : 2/4
mohamed- عضو متميز
- عدد المساهمات : 2533
تاريخ التسجيل : 22/11/2009
العمر : 26
المستوى: : 2/7
القسم : : 2/7
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
الأربعاء مايو 18, 2016 2:16 am من طرف RACHID
» برامج منوعة لتعليم الاطفال
الخميس مايو 28, 2015 3:14 pm من طرف RACHID
» les composantes d'un ordinateur
الأربعاء مايو 27, 2015 4:24 am من طرف RACHID
» برنامج crocodile clips بالنسبة لمادة الفيزياء و التكنولوجيا
الإثنين مايو 25, 2015 2:15 pm من طرف RACHID
» برامج تعليمية للاطفال
الإثنين مايو 18, 2015 2:58 pm من طرف RACHID
» امتحانات جهوية لمادة اللغة العربية 2014 مع التصحيح
الإثنين مايو 18, 2015 9:21 am من طرف RACHID
» امتحانات جهوية لمادة اللغة الفرنسية 2014 مع التصحيح
الأحد مايو 17, 2015 2:20 pm من طرف RACHID
» موقع يحتوي على مجموعة من الامتحانات الجهوية للتحميل مع التصحييح
الأحد مايو 17, 2015 6:23 am من طرف RACHID
» un lien très intéressant pour les enseignants de français
السبت سبتمبر 20, 2014 10:57 am من طرف redha