هي لا تعرف من أنا..ولكنني أعرف جيداً من هي!!!

من طرف ام مريمة الإثنين يونيو 07, 2010 6:25 am

عجباً ممن يسأل وخط بيديه الإجابة..!!!

هي لا تعرف من أنا
ولكنني أعرف جيداً من هي
هي لا تعرف مدي معاناتي
وأنا بين زواياها حائرة
هي لا تعرف مدي تعاستي
وأنا بين ربوعها أسير
حتى فرحتي وأنا بين يديها
غابت عنها البهجة فجأة
حتى ضحكاتي المتناثرة بين ربوعها
لا أجد لها صدى يذكر
لا أجد لها معنى يفهم
لا أجد لها طعم يستساغ
أنا هنا معها
منذ نعومة أظافري
وهي معي دائما
لا نفترق أبداً
فقط تتبدل الأماكن
اليوم فوقها
وغداً أو بعد غد؟؟
لا أعرف متى أكون تحتها
شهدت أول نداء لحياتي
وسمعت أول صرخة بكائي
لم تتأثر لم تبتسم
ولم تفرح حتى بقدومي
لعبت بين ربوعها طفلة
ودرست في مدرستها
وتخرجت شابة
كانت لها وقفات
جامدة من دون أحساس
في كل مراحل حياتي
طفولتي وشبابي
فرحي وحزني
كانت لها صور مختلفة
في كل دقيقة من وجودي
كانت لها أفلام مسجلة
في شريط ذكرياتي
ولقطات سريعة بلمح البصر
تمر لتعبر بين حنايا عقلي
أكثرها طغي عليه اللون الرمادي
باهته حزينة وتمر ببطء
وقلما كان يكسوها ألوان البهجة
التي تمر سريعة بلمح البصر
اكاد لا أشعر بها
رسمتها بخطوط وملامح دقيقة
ولونتها أنا نفسي بفرشاتي
غصون من دون أوراق
خريف دائم في شوارع الزمن
يكسو حياته الجفاف
شتاء بارد مثلج متصدع
من غير مشاعر
صيف قاسي
شمس محرقة للحياة
متعطشة للأحاسيس
لهو لعب
العالم يركضون
بين متنافس لمركز
وواصل لكرسي
وبين جامع للمال
بين ساعي للخير
ومغمور في الشرور
إلى أين ؟؟؟
إلى متى؟؟
ولماذا؟؟
وجدت في طريقي الكثيرون
منهم من كان له جزاء كبير من حياتي
فكان أخ قبل أن يكون صديق
ومنهم من كان لي صديق لا أجده الآن
منهم من أعطيته أكثر مما أعطيت نفسي
من حبي ،احترامي وقتي
ومنهم من يعرفني حتى الآن ويبتسم سروراً
ومنهم من يتجاهل وجودي وتناسيني
عالم غريب جداً !!
أنتي أساس وجودة
وأنتي ركائز كيانه
حملوكِ الكثير مما اقترفت أيديهم
وأنا واحدة منهم وأعترف
أفتح ملف حياتي المملوء بما خطته يدي
وبما سعت له قدمي
وأنا هنا على كرسي الاعتراف
أنا هنا و الكثيرون
ممن ووضعوا أثقالهم
ومصائبهم على عاتقكِ
تناسوا أنهم من يصنعون التعاسة
وهم يبحثون في ربوعك عن السعادة
عن سعادة مزيفة
سريعة وفانية
ابتعدوا عن كل شي حقيقي فيكِ
وقاموا بنشر كل ما لا يعجبهم عليكِ
فشل ,تراجع وخيبة
وصدوا عن أساليب النجاح
الفوز والسعادة
تناسوا أنكِ لا تشعرين
لا تحسين وجماد لا حياة فيكِ
وأن لم تكوني هكذا لنطقتي من ظلمهم
وأنك فعلا ستشتكي الى الله يوم القيامة
أنتِ الدار الفانية
وأرض العبور
من وظيفتك تقليب الليل والنهار
فقط لا غير
من دون زيادة ولا نقصان
لا تتغيرين ولا تغيرين
ولكن نحن عجائن هذا الزمن
نتغير ونتبدل
نتشكل وتنحت نفوسنا
نحن من لدينا وبيدينا أساليب التغير
للأفضل أو العكس
فهل أنتِ المذنبة ؟؟؟
أم نحن ؟؟
هل أنتِ التي تغيرت ؟؟
أم نحن ؟؟
عجباً ممن يسأل وخط بيديه الإجابة..!!!