دخول
مواضيع مماثلة
احصائيات
هذا المنتدى يتوفر على 4236 عُضو.آخر عُضو مُسجل هو ismailajray فمرحباً به.
أعضاؤنا قدموا 32000 مساهمة في هذا المنتدى في 7320 موضوع
المواضيع الأخيرة
و اجني الارباح
COUR RESEAU
تعريف العبادة
3 مشترك
صفحة 1 من اصل 1
تعريف العبادة
بحوث قرآنية في التوحيد والشرك - الشيخ جعفر السبحاني - ص 47
الفصل الرابع : تعريف العبادة
إذا وقفت على مقومات العبادة ، فيكون من السهل تعريف العبادة تعريفا منطقيا جامعا للأفراد ومانعا للأغيار بأحد التعاريف التالية :
التعريف الأول العبادة هي الخضوع عن اعتقاد بألوهية المعبود ، فما لم يكن القول والعمل ناشئين من الاعتقاد بالألوهية ، لا يكون الخضوع والتعظيم والتكريم عبادة .
والذي يجب أن نلفت نظر القارئ إليه ، هو أن المراد من الألوهية ليست المعبودية كما هو الرائج في الألسن ، بل المراد منها الاعتقاد بكونه إله العالم وخالقه ومدبره وأن أزمة الأمور كلها أو بعضها بيده ، فهذا هو المراد من الإله ، والألوهية ، فلفظ الإله كلي و ( الله ) لفظ الجلالة علم ، فليس بينهما فرق إلا بالكلية والجزئية .
- ص 48 -
والذي يدل على ذلك ( الخضوع النابع عن الاعتقاد بالألوهية ) أن بعض الآيات تأمر بعبادة الله وتنهى عن عبادة غيره مدللا بأنه لا إله غيره ، يقول : * ( يَا قَوْمِ اعْبُدُواْ اللَّهَ مَا لَكُم مِّنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ ) * . ( 1 ) ومعنى ذلك أن الذي يستحق العبادة من كان إلها وليس هو إلا الله ، عندئذ كيف تعبدون ما ليس بإله حقيقة وإنما تدعون له الألوهية ؟ وكيف تنبذون عبادة الله وهو الإله الذي يجب أن يعبد دون سواه ؟ وقد وردت هذه الآية بنصها أو مضمونها في كثير من الآيات . ( 2 )
فهذه التعابير تفيد أن العبادة هي ذلك الخضوع والتذلل النابعين من الاعتقاد بألوهية المعبود ، إذ نلاحظ - بجلاء - كيف استنكر القرآن على المشركين عبادة غير الله بأن هذه المعبودات ليست آلهة وأن العبادة من شؤون الألوهية . وحيث إن هذا الوصف لا يوجد إلا في الله سبحانه لذلك تجب عبادته دون سواه .
التعريف الثاني العبادة هي الخضوع أمام من يعتقد أنه رب يملك شأنا من شؤون وجوده وحياته وشؤونه في آجله وعاجله . سواء كان أمرا ماديا كالعزة والنصر ، أم معنويا كمغفرة الذنوب .
1 . الأعراف / 59 .
2 . وللقارئ الكريم أن يراجع في ذلك الآيات التالية : الأعراف / 65 ، 73 ، 85 ، هود / 50 ، 61 ، 84 ، الأنبياء / 25 ، المؤمنون / 23 ، 32 ، طه / 14 .
- ص 49 -
والمقصود من الرب ، هو المالك لشؤون الشئ ، المتكفل لتدبيره وتربيته ، ولذلك تكون العبودية في مقابل الربوبية . ويدل على ذلك طائفة من الآيات التي تعلل الأمر بحصر العبادة في الله وحده بأنه الرب لا غير ، وإليك بعض هذه الآيات : * ( وَقَالَ الْمَسِيحُ يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ اعْبُدُواْ اللَّهَ رَبِّي وَرَبَّكُمْ ) * . ( 1 ) * ( إِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاعْبُدُونِ ) * . ( 2 ) * ( إِنَّ اللَّهَ رَبِّي وَرَبُّكُمْ فَاعْبُدُوهُ هَذَا صِرَاطٌ مُّسْتَقِيمٌ ) * . ( 3 )
وقد ورد مضمون هذه الآيات في آيات أخرى هي : يونس : 3 ، الحجر : 99 ، مريم 36 ، 65 ، الزخرف : 64 .
وعلى كل حال فإن أوضح دليل على هذا التفسير للفظ العبادة هو الآيات التي سبق ذكرها .
التعريف الثالث العبادة هي الخضوع أمام من نعتقد أنه إله العالم ، أو من فوض إليه أعماله كالخلق والرزق والإحياء والإماتة التي تعد من الأفعال الكونية أو التقنين والتشريع وحق الشفاعة والمغفرة التي تعد من
1 . المائدة / 72 .
2 . الأنبياء / 92 . 3 . آل عمران / 51 .
- ص 50 -
الأفعال التشريعية .
إن الموحد يعبد الله سبحانه بما أنه قائم بهذه الأفعال ، من دون أن يفوض شيئا منها إلى مخلوقاته ، ولكن المشركين مع اعتقادهم بأن آلهتهم وأربابهم مخلوقون لله تبارك وتعالى ، لكن كانوا على اعتقاد أنه فوض إلى الآلهة أمور التكوين والتشريع كلها أو بعضها ، فلذلك كانوا يستمطرون بالأنواء والأصنام ويطلبون الشفاعة منهم بتصور أنهم مالكون لحق الشفاعة ، ويطلبون منهم النصرة والعزة في الحرب بزعم أن الأمر بيدهم وأنه فوض إليهم .
وعلى ضوء هذه التعاريف الثلاثة يظهر الفرق الجوهري بين التوحيد في العبادة والشرك فيها ، فكل خضوع نابع عن اعتقاد خاص بإلهية المخضوع له وربوبيته أو تفويض الأمر إليه فهو عبادة للمخضوع له سواء كان ذلك الاعتقاد الخاص في حق المعبود حقا - كما في الله سبحانه - أو باطلا كما في حق الأصنام .
وعلى كل تقدير فالخضوع الناجم عن هذا النوع من الاعتقاد ، عبادة للمخضوع له . وأما لو كان الخضوع مجردا عن هذه العقيدة فهو تعظيم وتكريم ، وليس بعبادة ، ولا يكون الخاضع مشركا ، ولا عمله موصوفا بالشرك ، غاية الأمر ربما يكون حلالا كما في الخضوع أمام الأنبياء والأولياء ومن وجب له حق بالتعليم والتربية ، وربما يكون حراما كالسجود أمام النبي " صلى الله عليه وآله وسلم " والولي " عليه السلام " وغيرهما لا لأنه عبادة للمسجود له ، بل لأنه لا يجوز السجود لغيره سبحانه وأن السجود خضوع لا يليق بغيره .
- ص 48 -
وبمثل هذا البيان تتميز العبادة عن التعظيم ، فتقبيل المصحف وضرائح الأنبياء وما يمت إليهم بصلة إذا كان فارغا عن اعتقاد الألوهية والربوبية والتفويض فهو ليس عبادة للمخضوع له .
إذا عرفت تلك الضوابط فلنتناول بالبحث الموضوعات الخاصة التي ربما يتصور أنها شرك وعبادة لغير الله أو أنها بدعة دخلت في الدين أو حرام كسائر المحرمات ، ويأتي كل ذلك في ضمن الفصل الآتي .
الفصل الرابع : تعريف العبادة
إذا وقفت على مقومات العبادة ، فيكون من السهل تعريف العبادة تعريفا منطقيا جامعا للأفراد ومانعا للأغيار بأحد التعاريف التالية :
التعريف الأول العبادة هي الخضوع عن اعتقاد بألوهية المعبود ، فما لم يكن القول والعمل ناشئين من الاعتقاد بالألوهية ، لا يكون الخضوع والتعظيم والتكريم عبادة .
والذي يجب أن نلفت نظر القارئ إليه ، هو أن المراد من الألوهية ليست المعبودية كما هو الرائج في الألسن ، بل المراد منها الاعتقاد بكونه إله العالم وخالقه ومدبره وأن أزمة الأمور كلها أو بعضها بيده ، فهذا هو المراد من الإله ، والألوهية ، فلفظ الإله كلي و ( الله ) لفظ الجلالة علم ، فليس بينهما فرق إلا بالكلية والجزئية .
- ص 48 -
والذي يدل على ذلك ( الخضوع النابع عن الاعتقاد بالألوهية ) أن بعض الآيات تأمر بعبادة الله وتنهى عن عبادة غيره مدللا بأنه لا إله غيره ، يقول : * ( يَا قَوْمِ اعْبُدُواْ اللَّهَ مَا لَكُم مِّنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ ) * . ( 1 ) ومعنى ذلك أن الذي يستحق العبادة من كان إلها وليس هو إلا الله ، عندئذ كيف تعبدون ما ليس بإله حقيقة وإنما تدعون له الألوهية ؟ وكيف تنبذون عبادة الله وهو الإله الذي يجب أن يعبد دون سواه ؟ وقد وردت هذه الآية بنصها أو مضمونها في كثير من الآيات . ( 2 )
فهذه التعابير تفيد أن العبادة هي ذلك الخضوع والتذلل النابعين من الاعتقاد بألوهية المعبود ، إذ نلاحظ - بجلاء - كيف استنكر القرآن على المشركين عبادة غير الله بأن هذه المعبودات ليست آلهة وأن العبادة من شؤون الألوهية . وحيث إن هذا الوصف لا يوجد إلا في الله سبحانه لذلك تجب عبادته دون سواه .
التعريف الثاني العبادة هي الخضوع أمام من يعتقد أنه رب يملك شأنا من شؤون وجوده وحياته وشؤونه في آجله وعاجله . سواء كان أمرا ماديا كالعزة والنصر ، أم معنويا كمغفرة الذنوب .
1 . الأعراف / 59 .
2 . وللقارئ الكريم أن يراجع في ذلك الآيات التالية : الأعراف / 65 ، 73 ، 85 ، هود / 50 ، 61 ، 84 ، الأنبياء / 25 ، المؤمنون / 23 ، 32 ، طه / 14 .
- ص 49 -
والمقصود من الرب ، هو المالك لشؤون الشئ ، المتكفل لتدبيره وتربيته ، ولذلك تكون العبودية في مقابل الربوبية . ويدل على ذلك طائفة من الآيات التي تعلل الأمر بحصر العبادة في الله وحده بأنه الرب لا غير ، وإليك بعض هذه الآيات : * ( وَقَالَ الْمَسِيحُ يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ اعْبُدُواْ اللَّهَ رَبِّي وَرَبَّكُمْ ) * . ( 1 ) * ( إِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاعْبُدُونِ ) * . ( 2 ) * ( إِنَّ اللَّهَ رَبِّي وَرَبُّكُمْ فَاعْبُدُوهُ هَذَا صِرَاطٌ مُّسْتَقِيمٌ ) * . ( 3 )
وقد ورد مضمون هذه الآيات في آيات أخرى هي : يونس : 3 ، الحجر : 99 ، مريم 36 ، 65 ، الزخرف : 64 .
وعلى كل حال فإن أوضح دليل على هذا التفسير للفظ العبادة هو الآيات التي سبق ذكرها .
التعريف الثالث العبادة هي الخضوع أمام من نعتقد أنه إله العالم ، أو من فوض إليه أعماله كالخلق والرزق والإحياء والإماتة التي تعد من الأفعال الكونية أو التقنين والتشريع وحق الشفاعة والمغفرة التي تعد من
1 . المائدة / 72 .
2 . الأنبياء / 92 . 3 . آل عمران / 51 .
- ص 50 -
الأفعال التشريعية .
إن الموحد يعبد الله سبحانه بما أنه قائم بهذه الأفعال ، من دون أن يفوض شيئا منها إلى مخلوقاته ، ولكن المشركين مع اعتقادهم بأن آلهتهم وأربابهم مخلوقون لله تبارك وتعالى ، لكن كانوا على اعتقاد أنه فوض إلى الآلهة أمور التكوين والتشريع كلها أو بعضها ، فلذلك كانوا يستمطرون بالأنواء والأصنام ويطلبون الشفاعة منهم بتصور أنهم مالكون لحق الشفاعة ، ويطلبون منهم النصرة والعزة في الحرب بزعم أن الأمر بيدهم وأنه فوض إليهم .
وعلى ضوء هذه التعاريف الثلاثة يظهر الفرق الجوهري بين التوحيد في العبادة والشرك فيها ، فكل خضوع نابع عن اعتقاد خاص بإلهية المخضوع له وربوبيته أو تفويض الأمر إليه فهو عبادة للمخضوع له سواء كان ذلك الاعتقاد الخاص في حق المعبود حقا - كما في الله سبحانه - أو باطلا كما في حق الأصنام .
وعلى كل تقدير فالخضوع الناجم عن هذا النوع من الاعتقاد ، عبادة للمخضوع له . وأما لو كان الخضوع مجردا عن هذه العقيدة فهو تعظيم وتكريم ، وليس بعبادة ، ولا يكون الخاضع مشركا ، ولا عمله موصوفا بالشرك ، غاية الأمر ربما يكون حلالا كما في الخضوع أمام الأنبياء والأولياء ومن وجب له حق بالتعليم والتربية ، وربما يكون حراما كالسجود أمام النبي " صلى الله عليه وآله وسلم " والولي " عليه السلام " وغيرهما لا لأنه عبادة للمسجود له ، بل لأنه لا يجوز السجود لغيره سبحانه وأن السجود خضوع لا يليق بغيره .
- ص 48 -
وبمثل هذا البيان تتميز العبادة عن التعظيم ، فتقبيل المصحف وضرائح الأنبياء وما يمت إليهم بصلة إذا كان فارغا عن اعتقاد الألوهية والربوبية والتفويض فهو ليس عبادة للمخضوع له .
إذا عرفت تلك الضوابط فلنتناول بالبحث الموضوعات الخاصة التي ربما يتصور أنها شرك وعبادة لغير الله أو أنها بدعة دخلت في الدين أو حرام كسائر المحرمات ، ويأتي كل ذلك في ضمن الفصل الآتي .
abdelkarim fourfa- عضو مبتدئ
- عدد المساهمات : 65
تاريخ التسجيل : 25/11/2009
رد: تعريف العبادة
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
ام مريمة- مشرف
- عدد المساهمات : 2730
تاريخ التسجيل : 09/05/2010
المستوى: : استاذة
القسم : : السلك الاعدادي
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
الأربعاء مايو 18, 2016 2:16 am من طرف RACHID
» برامج منوعة لتعليم الاطفال
الخميس مايو 28, 2015 3:14 pm من طرف RACHID
» les composantes d'un ordinateur
الأربعاء مايو 27, 2015 4:24 am من طرف RACHID
» برنامج crocodile clips بالنسبة لمادة الفيزياء و التكنولوجيا
الإثنين مايو 25, 2015 2:15 pm من طرف RACHID
» برامج تعليمية للاطفال
الإثنين مايو 18, 2015 2:58 pm من طرف RACHID
» امتحانات جهوية لمادة اللغة العربية 2014 مع التصحيح
الإثنين مايو 18, 2015 9:21 am من طرف RACHID
» امتحانات جهوية لمادة اللغة الفرنسية 2014 مع التصحيح
الأحد مايو 17, 2015 2:20 pm من طرف RACHID
» موقع يحتوي على مجموعة من الامتحانات الجهوية للتحميل مع التصحييح
الأحد مايو 17, 2015 6:23 am من طرف RACHID
» un lien très intéressant pour les enseignants de français
السبت سبتمبر 20, 2014 10:57 am من طرف redha