دخول
مواضيع مماثلة
احصائيات
هذا المنتدى يتوفر على 4236 عُضو.آخر عُضو مُسجل هو ismailajray فمرحباً به.
أعضاؤنا قدموا 32000 مساهمة في هذا المنتدى في 7320 موضوع
المواضيع الأخيرة
و اجني الارباح
COUR RESEAU
مكانة العلماء في المجتمع الاسلامي
2 مشترك
صفحة 1 من اصل 1
مكانة العلماء في المجتمع الاسلامي
يواجه علماء أهل السنة في عصرنا هجمات شديدة، وأذى كثيراً منوعاً، ليس على مستوى واحد بل على مستوى أعداء الدين من العلمانيين، ومستوى بعض السلطات المعادية للتوجهات الدينية، ومستوى الفرق الضالة وعلى رأسهم الشيعة، ومستوى بعض المنتمين إلى التيارات الدينية.
وهنا لا بد من وقفة بل وقفات، فعلماء الأمة هم قادتها الحقيقيون، وهم أملها في عودة الأمة إلى سابق عهدها من العزة والمنعة والرفعة، وهم هداتها إلى طريق الأمن والأمان كلما كثرت الفتن. ووَضْع العلماء اليوم وعلاقتهم بمشكلات الأمة والمحنة التي تمر بها لا ينبئ بخير ما لم تتضافر الجهود لدعم مكانتهم ودورهم؛ ليقوموا بواجبهم في إنقاذ أمتنا الإسلامية.
ولو أردنا تلخيص ما يواجهه العلماء اليوم فهناك جوانب ثلاثة رئيسة تجمع لنا ذلك:
أولاً: جانب الهيبة:
ففي كثير من البلاد العربية والإسلامية يواجه العلماء، ولا سيما العاملون الناصحون منهم، صنوفاً من الأذى، سواء في بعض الصحف والمجلات ومواقع الإنترنت بالسخرية منهم والتهكم مما يقولون، ورميهم بالتشدد، وإثارة الفتن، والبعد عن الواقع والعيش في الماضي، أو بجرجرة بعضهم إلى المعتقلات والسجون، حيث التعذيب والضرب والأذى النفسي والبدني، وقد يصل الأمر إلى حد التعذيب القاتل، كما حدث ويحدث لعلماء السنة في إيران وفي العراق المحتل وبعض البلدان الأخرى. وقد يهان في هذه الأيام بعض علماء المسلمين في بلادهم في حين أن من يؤذونهم لا يتجرأ أحد منهم على التعرض لأجنبي ينتهك حرمات المسلمين، أو كافر نصراني يسب النظام ويلعن رموزه!
ثانياً: جانب المكانة:
المكانة في الإعلام اليوم صارت لحثالة الناس وأهل المجون من الراقصين والمغنيين والمهرجين، تُقام لهم المهرجانات وحفلات التكريم، وتُوزع عليهم الجوائز، وتُعطى لهم الحوافز. واستمع وانظر إلى كثير من البرامج التي تقدم في وسائل الإعلام، فسترى أنها تبرز حياة أهل المجون والفسق، وتكثر الحديث عن سيرتهم ومأكلهم ومشربهم وملبسهم وأعمالهم. في حين لا يُكرم العلماء إلا قليلاً، وما يُذكر في ما ينزل بهم من تهجم واعتداءات أكثر مما يمكن أن يذكر في ما وقع لهم من تكريم وتوقير.
ولا شك أن ذلك ترك أثره في مكانة العلماء في النفوس، حيث تقلصت في نفوس كثيرة تلك المكانة الجليلة للعلماء، ومن السهل أن ترى بعض الناس يقع فيمن لا يحبه من العلماء بالسخرية والاستهزاء باسمه أو لقبه. بل على مستوى المنتمين إلى تيارات المتدينين تجد ما يحزن القلب ويؤلم النفس، ومن ذلك كثرة تعدي بعض منهم على العلماء في بعض المنتديات، حيث يتعدون فيها عليهم بالسخرية والتهكم والشماتة، وتصيد الزلات والكلمات الموهمة، ووضع أقوالهم في غير سياقها، وتصنيفهم هذا ضال وهذا حزبي وهذا خارجي وهذا موال للحكومة وهذا..ولا يراعون في ذلك الأخوة الإسلامية وآداب الكتاب والسنة.
ثالثاً: جانب التأثير في حياة الناس ونفوسهم:
وبعيداً عن المنتمين للتيارات الإسلامية والمتدينين؛ فإن كثيراً من الناس سواء المثقفين والعوام يجهلون علماء الأمة العاملين، ولا يعرفون سيرتهم وعلمهم وأعمالهم، وهذا دليل على بعد أثر العلماء عن فئات عريضة من الناس، وضعف أثر كلمتهم في نفوسهم، وخصوصاً فئة الشباب؛ إذ لا يعرف كثير منهم علماء الأمة المعاصرين الصالحين، ولا يعرفون مكانتهم، لأن كثيراً من الشباب فُتنت عقولهم بأهل الفسق والمجون والغناء والموسيقى والأفلام والتمثيليات وغيرها من جهات الفساد.
أسباب ضعف مكانة العلماء في عصرنا:
أسباب هذا الضعف والهوان كثيرة، يرجع بعضها إلى عوامل تاريخية، وبعضها إلى عوامل خارجية، وبعضها إلى عوامل داخلية، فمن العوامل التاريخية تغلغل الطرق الصوفية في حياة كثير من الناس، وتقديم صورة مزرية غير سوية لمعنى كلمة الشيخ والمقرئ، مما أسقط صورة نفسية تاريخية هي اليوم محل تندر بعض العوام والعلمانيين.
ومن العوامل الخارجية الاحتلال الذي ربى الشعوب على أن يكون خريجو المدارس الحديثة أعلى مكانة وأرفع قدراً وراتباً من علماء الشريعة، فضعفت مكانة دراسة العلوم الشرعية في نفوس عدد من الناس، فبعضهم لا يحب أن يكون ابنه شيخاً – بسبب تلك الصورة النمطية المشوهة - وإنما يريد أن يكون مهندساً أو طبيباً. وكذلك ساهم الإعلام العلماني التابع للفكر الغربي والتيار الإلحادي في ترسيخ صورة نمطية للعلماء خصوصاً والمتدينين عموماً، فصار هذا الإعلام يسخر منهم، ويقدم إلى الجمهور عبر أنواع الاتصال المؤثرة، من تمثيلية وفيلم ومسرحية، صوراً ساخرة منهم تسقط مكانة العلماء والصالحين، وتحجز بين الناس وبين التأثر بهم.
ومن العوامل الداخلية فقر بعض العلماء فبعضهم لا يملك المال الكافي لتنفيذ مشاريعه الدعوية والعلمية. ومنها خوف بعضهم من تعريض نفسه لهجوم أجهزة الإعلام وألسنة العلمانيين الطويلة، وبعضهم ألزم نفسه العزلة صيانة للدين وبعداً عن الفتن. ومن الأسباب المهمة ما قد يقع من خلافات بين بعض العلماء، مما قد يدفع بعض الأتباع إلى التعدي بالقول، وتحذير الناس من المخالفين لعالمهم، وهو ما يجعل أبناء الصحوة متنازعين متباغضين مما يؤدي إلى سقوط الهيبة من القلوب.
ومن الأسباب الانفتاح العالمي في وسائل الاتصال، حيث سهلت الوسائل الحديثة نشر أهل البدع لبدعهم وأهل الضلال لضلالهم، فكثرت الشبهات، وأثيرت الشكوك، وزادت وسائل الوقيعة والنميمة، فأدت هذه الأجواء إلى تجرؤ كثيرين على العلماء وعلى كلامهم وأقوالهم، وتعلم بعض الشباب كيف يجادل أهل العلم ويرد عليهم ويعبث بأقوالهم قبل أن يتعلم مبادئ العلم الأولية، وصار بعض العلمانيين وبعض الشباب يتعاملون مع كلام أهل العلم بصورة ممتهنة تجعله عرضة للنقاش والجدال دون علم.
ومن الأسباب تأخر عدد من المجامع العلمية المعتمدة، أو إحجامها أحياناً، عن بيان موقف الإسلام من القواصم التي تنزل بالمسلمين، مما يؤدي إلى ضعف مكانتها ومكانة القائمين عليها لدى الناس، والنظر إليهم بأنها مؤسسات رسمية بما لكلمة (رسمية) من دلالة معروفة لدى الناس. بل هذا يضعف مكانتها ومكانة العاملين فيها لدى أبناء الصحوة، ويفتح الباب للتنازع والخصومات في تقويم النوازل ومواجهة الأزمات. وهناك أسباب أخرى، لكن لعل ما سبق هي أهم الأسباب التي تؤثر في دور العلماء اليوم ومكانتهم في قيادة الأمة.
نظرات في علاج المشكلة:
لا بد من السعي الحثيث لعلاج هذه المشكلة الكبيرة، فأعداء الأمة يتقدمون في طريق تغيير هوية الأمة ومحو أصالتها ومسخ شبابها بخطى حثيثة، والعلماء هم أمل الأمة في إخراجها من هذه المآزق التي تمر بها، وفي إصلاحها وصيانتها وحفظها، وفي توجيهها نحو النصر على أعدائها، وهم قادتها الحقيقيون في الأزمات، ولا بد أن تكون كلمتهم في الإصلاح هي السائدة، وخطواتهم هي الرائدة؛ لا خطوات العلمانيين والليبراليين وكلماتهم، ولا يتأتى ذلك وقدرهم عند الناس ضعيف، ومكانتهم مهدرة، وكلمتهم مستخف بها، وإنما يكون للعلماء هذا الدور في إصلاح الأمة حين تكون لهم هيبة ظاهرة، وكلمة نافذة، ونصيحة مسموعة، ومكانة مرفوعة، وصورة لدى الناس محبوبة. قال الغزالي: (... الفقيه معلم السلطان ومرشده إلى طريق سياسة الخلق وضبطهم، لينتظم باستقامتهم أمورهم في الدنيا)(1) ، قال الرشيد لشيبان عظني: فقال يا أمير المؤمنين؛ لأن تصحب من يخوفك حتى تدرك الأمن خير لك من أن تصحب من يؤمنك حتى تدرك الخوف. فقال فسر لي هذا. قال من يقول لك أنت مسؤول عن الرعية فاتق الله؛ أنصح لك ممن يقول لك أنتم أهل بيت مغفور لكم...)(2).
حماية مكانة العلماء والعمل على صيانتها ورفع قدرها في نفوس الناس؛ هي حماية للدين، وصيانة لمقدساته وأركانه، ونحن الآن نرى الصحف العلمانية ملأى بالتعدي على أركان الدين ومعالمه بين الحين والآخر، وما تجرأ هؤلاء على ذلك إلا بعد تجرؤهم على مكانة العلماء، وتجاوز حدود الأدب معهم، ولو علموا أن المساس بكرامة أحد من العلماء سوف توقعهم في غضب العلماء والمؤسسات الدينية جميعاً، وعدم تركهم إلا بعد تأديبهم لما تجرأ بعضهم على أركان الدين ومقدساته؛ لأنه سيعلم أن الغضب سيكون أشد والعقاب أكبر.
فينبغي لنا عدم التهاون مع من يتجاوز مع أهل العلم حدود النقاش العلمي، ويحاول الاستخفاف بهم والتنقيص من قدرهم لدى الناس، عن أبي وائل أن ابن مسعود - رضي الله عنه - رأى رجلاً قد أسبل فقال: ارفع إزارك. فقال وأنت يا ابن مسعود ارفع إزارك. فقال له عبد الله: إني لست مثلك إن بساقي حموشة، وأنا أؤم الناس.. فبلغ ذلك عمر فجعل يضرب الرجل ويقول أترد على ابن مسعود؟(3).
عن عمار بن أبي عمار: "أن زيد بن ثابت – رضي الله عنه - ركب يوماً فأخذ ابن عباس – رضي الله عنه – بركابه، فقال: تنح يا ابن عم رسول الله صلى الله عليه وسلم. فقال هكذا أمرنا أن نفعل بعلمائنا وكبرائنا. فقال زيد أرني يدك. فأخرج يده فقبلها فقال: هكذا أمرنا أن نفعل بأهل بيت نبينا"(4). ولا بد هنا من أن ينصر العلماء بعضهم بعضاً في القضايا الواضحة التي لا جدال في أنها ظلم واقع على بعضهم. وأن يكثر الخطباء والدعاة في دروسهم وخطبهم من التعريف بقدر العلماء، وفي العصر الحاضر عدد كبير من العلماء، ينبغي تعريف الناس بدورهم، وما قدموه من تضحيات غالية في سبيل بيان الحق، وإبراز سيرتهم ومواقفهم.
العمل على دعم مكانة أهل العلم يبدأ من أهل العلم وطلابه والدعاة؛ بأن تُنشط روح التعاون والتسامح مرة أخرى بينهم، وأن تسود بينهم أخوة الإسلام بآدابها وقيمها وحقوقها. وأن تقام المؤتمرات بين الحين والحين التي تجمع بين أهل العلم على مختلف الاتجاهات المنهجية والفقهية حتى يرى أتباع الدعوة أولاً، وغيرهم من المثقفين والحكام والعوام، أن العلماء هم قدوة الأمة في الاتحاد والتعاون والتقارب والحوار والألفة، وأن ما بينهم من خلافات فقهية لا تتعدى كونها خلافات فقهية، ولا يمكن أن تحول إلى خلافات تولد العداوة والبغضاء. فصلاح الأمة يبدأ من صلاح ذات البين بين العلماء، وتعاونهم على نبذ الخلاف، وتوطيد الأواصر والعلاقات فيما بينهم، فالأمة اليوم في أشد الحاجة لأن يكون علماؤها أقوياء مجتمعين متحدين، لهم مكانتهم في النفوس، قائمين بدورهم في الإصلاح.
قوة العلماء اليوم يمكن أن تعود وتنمو بنزول المعتزلين منهم إلى معترك الحياة اليومية، واضعين أيديهم في أيدي من سبقوهم إلى العمل والدعوة، حتى يسمع الناس صوتهم، ويرون تعاضدهم وتعاونهم. سوف تعود قوة العلماء وتعلو مكانتهم مرة أخرى في المجتمع إذا اتفقوا على ألا يسمحوا لأحد أن يطعن في أحد منهم، أو أن يستغل أقوالهم في نصب الخلاف بين أبناء الأمة، أو أن يضرب أقوال بعضهم بأقوال بعضهم الآخر، وذلك بأن يقفوا دائماً موقف الإنكار أمام تلك المحاولات التي تفرق الشباب وتشتت جهود العلماء في الإصلاح الحقيقي الذي تنتظره الأمة.
صورة العلماء اليوم لدى الناس تحتاج إلى الوضوح لتأخذ مكانها في حياة الناس، علماء يثق الناس في علمهم وفي قوة ترابطهم، لا يريد الناس أن يروا لكل واحد من العلماء جماعة تتعصب ضد جماعة عالم آخر، إنما يحتاجون، ولا سيما الشباب، إلى العالم الذي يؤلف القلوب مهما اختلفت الآراء، ويجمع النفوس مهما تنوعت الرؤى.
ومن أسباب قوة مكانة العلماء دعمهم مالياً في أعمالهم ومشاريعهم الدعوية والعلمية، وبذل المال لهم، هذا فضلاً عن أن يسعى أهل العلم أنفسهم إلى الارتقاء بمستواهم المالي، قال ابن الجوزي: (فالأولى للعالم أن يجتهد في طلب الغنى ويبالغ في الكسب،... فإنه يصون بعَرَضه عِرضه، وقد كان سعيد بن المسيب يتجر في الزيت وخلّف مالاً، وخلّف سفيان الثوري مالاً وقال لولاك لتمندلوا بي... ومن تأمل أخبار الأخيار من الأحبار وجدهم على هذه الطريقة)(5). عن الفريابي قال: سمعت سفيان الثوري – رحمه الله - يقول: "يعجبني أن يكون صاحب الحديث مكفياً؛ فإن الآفات إليه أسرع، وألسنة الناس إليهم أسرع"(6). وقال أيضاً: "لأن أخلف عشرة آلاف درهم يحاسبني الله عليها أحب إلي من أن أحتاج إلى الناس"(7).
ومن أسباب عودة مكانة العلماء وقوة كلمتهم أن تنشط المؤسسات الرسمية في بلاد المسلمين في مجال الدعوة والإرشاد، وأن تسعى إلى محو الصورة الماضية لها في أذهان الناس وتصحيحها، وأن تسد الفجوة بينها وبين العلماء غير المنتسبين للمؤسسات الرسمية وأصحاب الدعوات.
ومن أسباب عودة مكانة العلماء وقوة كلمتهم، أن يكون لقرارات المجامع الفقهية والمؤتمرات العلمية والمذكرات والبيانات التي يصدرها مجموعات من العلماء مكان التقديم في الإعلام لا سيما في القضايا المصيرية، وذلك لجمع الكلمة قدر الإمكان وتوحيد الصفوف.
ومن الأسباب التي تدعم مكانة أهل العلم والدعاة وتزيد من محبة الناس لهم معاونتهم للناس في الصعاب، ومساعدتهم للفقراء، والمحتاجين، والمظلومين، قال مسلم بن إبراهيم عن شعبة بن الحجاج أمير المؤمنين في الحديث وهو يصفه: "كان أبا الفقراء وأمهم، وسمعته يقول: والله لولا الفقراء ما جلست لكم"(.
إن الأمة بحاجة ماسة في هذا العصر إلى أن يكون للعلماء حضور في حياتهم، ومكانة في قلوبهم، وقوة لكلمتهم، فهم أمل الأمة نحو العزة والنصر، ومصابيح هدايتهم في الفتن.
_______________
(1) إحياء علوم الدين، 1 / 17.
(2) غذاء الألباب، محمد السفاريني، 1 / 234.
(3) أخرجه ابن عساكر، انظر الكنز 7 / 55.
(4) ابن عساكر، انظر الكنز 7 / 37.
(5) صيد الخاطر، ص 252.
(6) حلية الأولياء، 6 / 369.
(7) سير أعلام النبلاء، 7 / 241.
( تهذيب الكمال، 12 / 492.
وهنا لا بد من وقفة بل وقفات، فعلماء الأمة هم قادتها الحقيقيون، وهم أملها في عودة الأمة إلى سابق عهدها من العزة والمنعة والرفعة، وهم هداتها إلى طريق الأمن والأمان كلما كثرت الفتن. ووَضْع العلماء اليوم وعلاقتهم بمشكلات الأمة والمحنة التي تمر بها لا ينبئ بخير ما لم تتضافر الجهود لدعم مكانتهم ودورهم؛ ليقوموا بواجبهم في إنقاذ أمتنا الإسلامية.
ولو أردنا تلخيص ما يواجهه العلماء اليوم فهناك جوانب ثلاثة رئيسة تجمع لنا ذلك:
أولاً: جانب الهيبة:
ففي كثير من البلاد العربية والإسلامية يواجه العلماء، ولا سيما العاملون الناصحون منهم، صنوفاً من الأذى، سواء في بعض الصحف والمجلات ومواقع الإنترنت بالسخرية منهم والتهكم مما يقولون، ورميهم بالتشدد، وإثارة الفتن، والبعد عن الواقع والعيش في الماضي، أو بجرجرة بعضهم إلى المعتقلات والسجون، حيث التعذيب والضرب والأذى النفسي والبدني، وقد يصل الأمر إلى حد التعذيب القاتل، كما حدث ويحدث لعلماء السنة في إيران وفي العراق المحتل وبعض البلدان الأخرى. وقد يهان في هذه الأيام بعض علماء المسلمين في بلادهم في حين أن من يؤذونهم لا يتجرأ أحد منهم على التعرض لأجنبي ينتهك حرمات المسلمين، أو كافر نصراني يسب النظام ويلعن رموزه!
ثانياً: جانب المكانة:
المكانة في الإعلام اليوم صارت لحثالة الناس وأهل المجون من الراقصين والمغنيين والمهرجين، تُقام لهم المهرجانات وحفلات التكريم، وتُوزع عليهم الجوائز، وتُعطى لهم الحوافز. واستمع وانظر إلى كثير من البرامج التي تقدم في وسائل الإعلام، فسترى أنها تبرز حياة أهل المجون والفسق، وتكثر الحديث عن سيرتهم ومأكلهم ومشربهم وملبسهم وأعمالهم. في حين لا يُكرم العلماء إلا قليلاً، وما يُذكر في ما ينزل بهم من تهجم واعتداءات أكثر مما يمكن أن يذكر في ما وقع لهم من تكريم وتوقير.
ولا شك أن ذلك ترك أثره في مكانة العلماء في النفوس، حيث تقلصت في نفوس كثيرة تلك المكانة الجليلة للعلماء، ومن السهل أن ترى بعض الناس يقع فيمن لا يحبه من العلماء بالسخرية والاستهزاء باسمه أو لقبه. بل على مستوى المنتمين إلى تيارات المتدينين تجد ما يحزن القلب ويؤلم النفس، ومن ذلك كثرة تعدي بعض منهم على العلماء في بعض المنتديات، حيث يتعدون فيها عليهم بالسخرية والتهكم والشماتة، وتصيد الزلات والكلمات الموهمة، ووضع أقوالهم في غير سياقها، وتصنيفهم هذا ضال وهذا حزبي وهذا خارجي وهذا موال للحكومة وهذا..ولا يراعون في ذلك الأخوة الإسلامية وآداب الكتاب والسنة.
ثالثاً: جانب التأثير في حياة الناس ونفوسهم:
وبعيداً عن المنتمين للتيارات الإسلامية والمتدينين؛ فإن كثيراً من الناس سواء المثقفين والعوام يجهلون علماء الأمة العاملين، ولا يعرفون سيرتهم وعلمهم وأعمالهم، وهذا دليل على بعد أثر العلماء عن فئات عريضة من الناس، وضعف أثر كلمتهم في نفوسهم، وخصوصاً فئة الشباب؛ إذ لا يعرف كثير منهم علماء الأمة المعاصرين الصالحين، ولا يعرفون مكانتهم، لأن كثيراً من الشباب فُتنت عقولهم بأهل الفسق والمجون والغناء والموسيقى والأفلام والتمثيليات وغيرها من جهات الفساد.
أسباب ضعف مكانة العلماء في عصرنا:
أسباب هذا الضعف والهوان كثيرة، يرجع بعضها إلى عوامل تاريخية، وبعضها إلى عوامل خارجية، وبعضها إلى عوامل داخلية، فمن العوامل التاريخية تغلغل الطرق الصوفية في حياة كثير من الناس، وتقديم صورة مزرية غير سوية لمعنى كلمة الشيخ والمقرئ، مما أسقط صورة نفسية تاريخية هي اليوم محل تندر بعض العوام والعلمانيين.
ومن العوامل الخارجية الاحتلال الذي ربى الشعوب على أن يكون خريجو المدارس الحديثة أعلى مكانة وأرفع قدراً وراتباً من علماء الشريعة، فضعفت مكانة دراسة العلوم الشرعية في نفوس عدد من الناس، فبعضهم لا يحب أن يكون ابنه شيخاً – بسبب تلك الصورة النمطية المشوهة - وإنما يريد أن يكون مهندساً أو طبيباً. وكذلك ساهم الإعلام العلماني التابع للفكر الغربي والتيار الإلحادي في ترسيخ صورة نمطية للعلماء خصوصاً والمتدينين عموماً، فصار هذا الإعلام يسخر منهم، ويقدم إلى الجمهور عبر أنواع الاتصال المؤثرة، من تمثيلية وفيلم ومسرحية، صوراً ساخرة منهم تسقط مكانة العلماء والصالحين، وتحجز بين الناس وبين التأثر بهم.
ومن العوامل الداخلية فقر بعض العلماء فبعضهم لا يملك المال الكافي لتنفيذ مشاريعه الدعوية والعلمية. ومنها خوف بعضهم من تعريض نفسه لهجوم أجهزة الإعلام وألسنة العلمانيين الطويلة، وبعضهم ألزم نفسه العزلة صيانة للدين وبعداً عن الفتن. ومن الأسباب المهمة ما قد يقع من خلافات بين بعض العلماء، مما قد يدفع بعض الأتباع إلى التعدي بالقول، وتحذير الناس من المخالفين لعالمهم، وهو ما يجعل أبناء الصحوة متنازعين متباغضين مما يؤدي إلى سقوط الهيبة من القلوب.
ومن الأسباب الانفتاح العالمي في وسائل الاتصال، حيث سهلت الوسائل الحديثة نشر أهل البدع لبدعهم وأهل الضلال لضلالهم، فكثرت الشبهات، وأثيرت الشكوك، وزادت وسائل الوقيعة والنميمة، فأدت هذه الأجواء إلى تجرؤ كثيرين على العلماء وعلى كلامهم وأقوالهم، وتعلم بعض الشباب كيف يجادل أهل العلم ويرد عليهم ويعبث بأقوالهم قبل أن يتعلم مبادئ العلم الأولية، وصار بعض العلمانيين وبعض الشباب يتعاملون مع كلام أهل العلم بصورة ممتهنة تجعله عرضة للنقاش والجدال دون علم.
ومن الأسباب تأخر عدد من المجامع العلمية المعتمدة، أو إحجامها أحياناً، عن بيان موقف الإسلام من القواصم التي تنزل بالمسلمين، مما يؤدي إلى ضعف مكانتها ومكانة القائمين عليها لدى الناس، والنظر إليهم بأنها مؤسسات رسمية بما لكلمة (رسمية) من دلالة معروفة لدى الناس. بل هذا يضعف مكانتها ومكانة العاملين فيها لدى أبناء الصحوة، ويفتح الباب للتنازع والخصومات في تقويم النوازل ومواجهة الأزمات. وهناك أسباب أخرى، لكن لعل ما سبق هي أهم الأسباب التي تؤثر في دور العلماء اليوم ومكانتهم في قيادة الأمة.
نظرات في علاج المشكلة:
لا بد من السعي الحثيث لعلاج هذه المشكلة الكبيرة، فأعداء الأمة يتقدمون في طريق تغيير هوية الأمة ومحو أصالتها ومسخ شبابها بخطى حثيثة، والعلماء هم أمل الأمة في إخراجها من هذه المآزق التي تمر بها، وفي إصلاحها وصيانتها وحفظها، وفي توجيهها نحو النصر على أعدائها، وهم قادتها الحقيقيون في الأزمات، ولا بد أن تكون كلمتهم في الإصلاح هي السائدة، وخطواتهم هي الرائدة؛ لا خطوات العلمانيين والليبراليين وكلماتهم، ولا يتأتى ذلك وقدرهم عند الناس ضعيف، ومكانتهم مهدرة، وكلمتهم مستخف بها، وإنما يكون للعلماء هذا الدور في إصلاح الأمة حين تكون لهم هيبة ظاهرة، وكلمة نافذة، ونصيحة مسموعة، ومكانة مرفوعة، وصورة لدى الناس محبوبة. قال الغزالي: (... الفقيه معلم السلطان ومرشده إلى طريق سياسة الخلق وضبطهم، لينتظم باستقامتهم أمورهم في الدنيا)(1) ، قال الرشيد لشيبان عظني: فقال يا أمير المؤمنين؛ لأن تصحب من يخوفك حتى تدرك الأمن خير لك من أن تصحب من يؤمنك حتى تدرك الخوف. فقال فسر لي هذا. قال من يقول لك أنت مسؤول عن الرعية فاتق الله؛ أنصح لك ممن يقول لك أنتم أهل بيت مغفور لكم...)(2).
حماية مكانة العلماء والعمل على صيانتها ورفع قدرها في نفوس الناس؛ هي حماية للدين، وصيانة لمقدساته وأركانه، ونحن الآن نرى الصحف العلمانية ملأى بالتعدي على أركان الدين ومعالمه بين الحين والآخر، وما تجرأ هؤلاء على ذلك إلا بعد تجرؤهم على مكانة العلماء، وتجاوز حدود الأدب معهم، ولو علموا أن المساس بكرامة أحد من العلماء سوف توقعهم في غضب العلماء والمؤسسات الدينية جميعاً، وعدم تركهم إلا بعد تأديبهم لما تجرأ بعضهم على أركان الدين ومقدساته؛ لأنه سيعلم أن الغضب سيكون أشد والعقاب أكبر.
فينبغي لنا عدم التهاون مع من يتجاوز مع أهل العلم حدود النقاش العلمي، ويحاول الاستخفاف بهم والتنقيص من قدرهم لدى الناس، عن أبي وائل أن ابن مسعود - رضي الله عنه - رأى رجلاً قد أسبل فقال: ارفع إزارك. فقال وأنت يا ابن مسعود ارفع إزارك. فقال له عبد الله: إني لست مثلك إن بساقي حموشة، وأنا أؤم الناس.. فبلغ ذلك عمر فجعل يضرب الرجل ويقول أترد على ابن مسعود؟(3).
عن عمار بن أبي عمار: "أن زيد بن ثابت – رضي الله عنه - ركب يوماً فأخذ ابن عباس – رضي الله عنه – بركابه، فقال: تنح يا ابن عم رسول الله صلى الله عليه وسلم. فقال هكذا أمرنا أن نفعل بعلمائنا وكبرائنا. فقال زيد أرني يدك. فأخرج يده فقبلها فقال: هكذا أمرنا أن نفعل بأهل بيت نبينا"(4). ولا بد هنا من أن ينصر العلماء بعضهم بعضاً في القضايا الواضحة التي لا جدال في أنها ظلم واقع على بعضهم. وأن يكثر الخطباء والدعاة في دروسهم وخطبهم من التعريف بقدر العلماء، وفي العصر الحاضر عدد كبير من العلماء، ينبغي تعريف الناس بدورهم، وما قدموه من تضحيات غالية في سبيل بيان الحق، وإبراز سيرتهم ومواقفهم.
العمل على دعم مكانة أهل العلم يبدأ من أهل العلم وطلابه والدعاة؛ بأن تُنشط روح التعاون والتسامح مرة أخرى بينهم، وأن تسود بينهم أخوة الإسلام بآدابها وقيمها وحقوقها. وأن تقام المؤتمرات بين الحين والحين التي تجمع بين أهل العلم على مختلف الاتجاهات المنهجية والفقهية حتى يرى أتباع الدعوة أولاً، وغيرهم من المثقفين والحكام والعوام، أن العلماء هم قدوة الأمة في الاتحاد والتعاون والتقارب والحوار والألفة، وأن ما بينهم من خلافات فقهية لا تتعدى كونها خلافات فقهية، ولا يمكن أن تحول إلى خلافات تولد العداوة والبغضاء. فصلاح الأمة يبدأ من صلاح ذات البين بين العلماء، وتعاونهم على نبذ الخلاف، وتوطيد الأواصر والعلاقات فيما بينهم، فالأمة اليوم في أشد الحاجة لأن يكون علماؤها أقوياء مجتمعين متحدين، لهم مكانتهم في النفوس، قائمين بدورهم في الإصلاح.
قوة العلماء اليوم يمكن أن تعود وتنمو بنزول المعتزلين منهم إلى معترك الحياة اليومية، واضعين أيديهم في أيدي من سبقوهم إلى العمل والدعوة، حتى يسمع الناس صوتهم، ويرون تعاضدهم وتعاونهم. سوف تعود قوة العلماء وتعلو مكانتهم مرة أخرى في المجتمع إذا اتفقوا على ألا يسمحوا لأحد أن يطعن في أحد منهم، أو أن يستغل أقوالهم في نصب الخلاف بين أبناء الأمة، أو أن يضرب أقوال بعضهم بأقوال بعضهم الآخر، وذلك بأن يقفوا دائماً موقف الإنكار أمام تلك المحاولات التي تفرق الشباب وتشتت جهود العلماء في الإصلاح الحقيقي الذي تنتظره الأمة.
صورة العلماء اليوم لدى الناس تحتاج إلى الوضوح لتأخذ مكانها في حياة الناس، علماء يثق الناس في علمهم وفي قوة ترابطهم، لا يريد الناس أن يروا لكل واحد من العلماء جماعة تتعصب ضد جماعة عالم آخر، إنما يحتاجون، ولا سيما الشباب، إلى العالم الذي يؤلف القلوب مهما اختلفت الآراء، ويجمع النفوس مهما تنوعت الرؤى.
ومن أسباب قوة مكانة العلماء دعمهم مالياً في أعمالهم ومشاريعهم الدعوية والعلمية، وبذل المال لهم، هذا فضلاً عن أن يسعى أهل العلم أنفسهم إلى الارتقاء بمستواهم المالي، قال ابن الجوزي: (فالأولى للعالم أن يجتهد في طلب الغنى ويبالغ في الكسب،... فإنه يصون بعَرَضه عِرضه، وقد كان سعيد بن المسيب يتجر في الزيت وخلّف مالاً، وخلّف سفيان الثوري مالاً وقال لولاك لتمندلوا بي... ومن تأمل أخبار الأخيار من الأحبار وجدهم على هذه الطريقة)(5). عن الفريابي قال: سمعت سفيان الثوري – رحمه الله - يقول: "يعجبني أن يكون صاحب الحديث مكفياً؛ فإن الآفات إليه أسرع، وألسنة الناس إليهم أسرع"(6). وقال أيضاً: "لأن أخلف عشرة آلاف درهم يحاسبني الله عليها أحب إلي من أن أحتاج إلى الناس"(7).
ومن أسباب عودة مكانة العلماء وقوة كلمتهم أن تنشط المؤسسات الرسمية في بلاد المسلمين في مجال الدعوة والإرشاد، وأن تسعى إلى محو الصورة الماضية لها في أذهان الناس وتصحيحها، وأن تسد الفجوة بينها وبين العلماء غير المنتسبين للمؤسسات الرسمية وأصحاب الدعوات.
ومن أسباب عودة مكانة العلماء وقوة كلمتهم، أن يكون لقرارات المجامع الفقهية والمؤتمرات العلمية والمذكرات والبيانات التي يصدرها مجموعات من العلماء مكان التقديم في الإعلام لا سيما في القضايا المصيرية، وذلك لجمع الكلمة قدر الإمكان وتوحيد الصفوف.
ومن الأسباب التي تدعم مكانة أهل العلم والدعاة وتزيد من محبة الناس لهم معاونتهم للناس في الصعاب، ومساعدتهم للفقراء، والمحتاجين، والمظلومين، قال مسلم بن إبراهيم عن شعبة بن الحجاج أمير المؤمنين في الحديث وهو يصفه: "كان أبا الفقراء وأمهم، وسمعته يقول: والله لولا الفقراء ما جلست لكم"(.
إن الأمة بحاجة ماسة في هذا العصر إلى أن يكون للعلماء حضور في حياتهم، ومكانة في قلوبهم، وقوة لكلمتهم، فهم أمل الأمة نحو العزة والنصر، ومصابيح هدايتهم في الفتن.
_______________
(1) إحياء علوم الدين، 1 / 17.
(2) غذاء الألباب، محمد السفاريني، 1 / 234.
(3) أخرجه ابن عساكر، انظر الكنز 7 / 55.
(4) ابن عساكر، انظر الكنز 7 / 37.
(5) صيد الخاطر، ص 252.
(6) حلية الأولياء، 6 / 369.
(7) سير أعلام النبلاء، 7 / 241.
( تهذيب الكمال، 12 / 492.
ABDELILAH1- عضو متطور
- عدد المساهمات : 636
تاريخ التسجيل : 30/11/2009
رد: مكانة العلماء في المجتمع الاسلامي
الحمد لله وبعد :ــ فإن العلماء هم أعلام الهدى ونجوم الدجى ، وورثة الأنبياء ، ودعاة الخير ، وحماة الدين ، وأمنة الأمة ، ووجودهم وكثرتهم من علامات الخير التوفيق والبركة والعصمة ، فلا تزال الأمة بخير ما عظمت علماءها وعرفت لهم قدرهم ومكانتهم ، فكم لهم من الأثار الطيبة المشهورة ، والمواقف العظيمة المأثورة ، فما أجمل أثرهم على الأمة في تعلميهم وبيان الحق لهم مشافهة وتأليفا ، فإكرامهم واحترامهم إنما هو إكرام واحترام للعلم الذي يحملونه في قلوبهم ، وإذلالهم وإهانتهم إنما هو نذير شر بالبوار والخيبة والخسارة ، والعلماء هم أهل العزة لما يحملونه في قلوبهم من علم الكتاب والسنة ، وشرفهم ليس مربوطا بمنصب أو وظيفة أو حسب أو نسب أو مال ، بل شرفهم مربوط بقول الحق والصدع به والتزامهم بمنهج الأنبياء في العلم والتعليم والعمل والدعوة ، فالمناصب هي التي تشرف بالعلماء لا العكس ، والبلاد هي التي تفخر بالعلماء لا العكس ، وهم الميزان في معرفة ما عليه العامة من الأحوال لا العكس ، وهم أهل الفتوى في العامة وأمورهم لا العكس ، ولا خير في عبد لا يعرف لهم قدرهم ومنزلتهم ، ولا خير في لسان طعن في أمانتهم وديانتهم وسعى جاهدا في تشويه صورتهم ، ألا فأخرس الله لسانا تنقصهم ونال من مكانتهم ، ألا فأهلك الله من سعى في تخريب بنيان الأمة بالنيل من علمائها ، ألا فأعمى الله عينا لا تنظر لهم بنظرة التقدير والاحترام ، فإن القدح فيهم قدح في الدين ، والقدح في الدين هو أساس الهلاك والعطب ، فيجب على الجميع بغير استثناء احترام العلماء ، والدفاع عنهم ، والذب عن حياضهم ، والوقوف في وجه من يتفوه بالقبيح في جنابهم الكريم ، اللهم اغفر لأهل العلم ، واجزهم عنا خير الجزاء وبارك لنا في علمهم ، واجعلنا ممن يعرف لهم حقهم ، اللهم من أرادهم بالسوء فعليك به ، وأرنا فيه ما تشفي به صدور قوم مؤمنين ، اللهم من مات منهم فاجعل قبره عليه روضة من رياض الجنة ، ومن كان حيا منهم فمتعه بالصحة والعافية ، ووفقه لقول الحق والعمل به والثبات عليه ، اللهم اكفهم شر الأشرار وكيد الفجار ، فالله الله فيهم أيها الأحباب ، فوصيتي للأمة كلها بأن تقيم الوزن الكبير للعلماء ، وأن تدافع عنهم ، فالدفاع عنهم دفاع عن الدين والشرع الذي يحملونه ، ولنعلم جميعا أن العالم لا بد وأن يبتلى ، ولا بد وأن ينال منه ، وهذه سنة الله تعالى الكونية في الصراع بين الحق والباطل ، فعلى العالم إن حصل له الابتلاء أن يصبر وأن يحتسب الأجر ، وعلى من حوله من الناس أن يدافعوا عنه بالمقدور عليه ، والله هو ناصرهم وهو مولاهم ، فنعم المولى ونعم النصير ، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم ..
maria salam- ADMINISTRATEUR
- عدد المساهمات : 564
تاريخ التسجيل : 23/02/2010
المستوى: : centre
القسم : : centre
رد: مكانة العلماء في المجتمع الاسلامي
ســؤال: ما واجب الشباب تجاه العلماء؟
الجواب: إن العلماء والدعاة والمعلمين لهم رتبة ومكانة راقية ، وقدر في النفوس ، حيث إن الله تعالى ميرزهم وحملهم العلم الشرعي والفقه في الدين والدعوة إليه ، وجعل لهم منزلة مرموقة سيما إذا تصدوا للتدريس في الجامعات أو المعاهد العلمية أو الحلقات أو المنابر مواضع الدعوة ، فإن على الطلاب أن يعرفوا لهم قدرهم ويحترمونهم ، وقد قيل في المعلم:
قم للمعلم وفه التبجيلا كاد المعلم أن يكون رسولا
ومن المعلوم عدم العصمة للإنسان ، فإنه مهما بلغ في الكمال والعلم معرض للخطأ والزلل ، وربما كان على معتقد غير صحيح تلقاه عن أساتذة له أحسن بهم الظن ، وتربى على أيديهم ، وتلقى عنهم بعض المعتقدات المخالفة للدليل ، فمتى شعر الطالب بذلك من هؤلاء فإن عليه المجادلة بالتي هي أحسن ومناقشة تلك الأقوال وإيراد الأدلة التي يترجح بها القول الصحيح دون انتقاد وعيب وثلب وتنقص من قدر العالم المربي ، ويمكن أن ينصح الأستاذ باجتناب المسائل الخلافية أو الأقوال التي تستنكر ، حتى لا يحدث شقاق ونزاع ، ومع ذلك لا يجوز للشباب أو غيرهم التشهير بزلة العالم وتجريحه ، والوقوع في العلماء عموماً وخصوصاً ، حتى لا يتجرأ العامة على النيل من العلماء واحتقارهم ، وعدم الأخذ منهم. والله أعلم.
الجواب: إن العلماء والدعاة والمعلمين لهم رتبة ومكانة راقية ، وقدر في النفوس ، حيث إن الله تعالى ميرزهم وحملهم العلم الشرعي والفقه في الدين والدعوة إليه ، وجعل لهم منزلة مرموقة سيما إذا تصدوا للتدريس في الجامعات أو المعاهد العلمية أو الحلقات أو المنابر مواضع الدعوة ، فإن على الطلاب أن يعرفوا لهم قدرهم ويحترمونهم ، وقد قيل في المعلم:
قم للمعلم وفه التبجيلا كاد المعلم أن يكون رسولا
ومن المعلوم عدم العصمة للإنسان ، فإنه مهما بلغ في الكمال والعلم معرض للخطأ والزلل ، وربما كان على معتقد غير صحيح تلقاه عن أساتذة له أحسن بهم الظن ، وتربى على أيديهم ، وتلقى عنهم بعض المعتقدات المخالفة للدليل ، فمتى شعر الطالب بذلك من هؤلاء فإن عليه المجادلة بالتي هي أحسن ومناقشة تلك الأقوال وإيراد الأدلة التي يترجح بها القول الصحيح دون انتقاد وعيب وثلب وتنقص من قدر العالم المربي ، ويمكن أن ينصح الأستاذ باجتناب المسائل الخلافية أو الأقوال التي تستنكر ، حتى لا يحدث شقاق ونزاع ، ومع ذلك لا يجوز للشباب أو غيرهم التشهير بزلة العالم وتجريحه ، والوقوع في العلماء عموماً وخصوصاً ، حتى لا يتجرأ العامة على النيل من العلماء واحتقارهم ، وعدم الأخذ منهم. والله أعلم.
maria salam- ADMINISTRATEUR
- عدد المساهمات : 564
تاريخ التسجيل : 23/02/2010
المستوى: : centre
القسم : : centre
رد: مكانة العلماء في المجتمع الاسلامي
ســـؤال: نصيحة أثابكم الله لمن يأكل لحوم العلماء؟
الجواب: قال تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ وَلا تَجَسَّسُوا وَلا يَغْتَبْ بَعْضُكُمْ بَعْضًا أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَنْ يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ وهذا دليل على تحريم الغيبة التي هي ذكرك أخيك بما يكره ولو كان فيه ما تقول إذا كان ذكرك له على وجه التنقص في غيبته بحيث لا تذكره بذلك عند حضوره فذلك ذنب كبير ويعظم الجرم إذا كان ذلك ذكراً لأهل العلم والعبادة والأعمال الصالحة فإن كثيراً من الناس يعمرون مجالسهم بتنقص الهيئات الدينية وأهل الحسبة ويرمونهم بما هم براء منه يريدون بذلك إبطال عملهم الذي هو إنكار المنكرات وهكذا الذين ينتقصون أهل العلم ويعيرونهم بالتشدد في الإنكار أو بالضعف وعدم تغيير المنكر أو بالمداهنة أو بالسكوت مع القدرة على التعليم والإنكار وهم يجهلون ما يقوم به أولئك العلماء من الإنكار ومعالجة المنكرات بحسب القدرة فنصيحتنا لمن ينتقصهم أن يكف عن غيبتهم واغتيابهم فإن لحوم العلماء مسمومة ويقال لمن عابهم أو ينتقصهم كف عن هذا الفعل فإنك لا تقدر على أن تسد معشار ما يقومون به والله المستعان.
الجواب: قال تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ وَلا تَجَسَّسُوا وَلا يَغْتَبْ بَعْضُكُمْ بَعْضًا أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَنْ يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ وهذا دليل على تحريم الغيبة التي هي ذكرك أخيك بما يكره ولو كان فيه ما تقول إذا كان ذكرك له على وجه التنقص في غيبته بحيث لا تذكره بذلك عند حضوره فذلك ذنب كبير ويعظم الجرم إذا كان ذلك ذكراً لأهل العلم والعبادة والأعمال الصالحة فإن كثيراً من الناس يعمرون مجالسهم بتنقص الهيئات الدينية وأهل الحسبة ويرمونهم بما هم براء منه يريدون بذلك إبطال عملهم الذي هو إنكار المنكرات وهكذا الذين ينتقصون أهل العلم ويعيرونهم بالتشدد في الإنكار أو بالضعف وعدم تغيير المنكر أو بالمداهنة أو بالسكوت مع القدرة على التعليم والإنكار وهم يجهلون ما يقوم به أولئك العلماء من الإنكار ومعالجة المنكرات بحسب القدرة فنصيحتنا لمن ينتقصهم أن يكف عن غيبتهم واغتيابهم فإن لحوم العلماء مسمومة ويقال لمن عابهم أو ينتقصهم كف عن هذا الفعل فإنك لا تقدر على أن تسد معشار ما يقومون به والله المستعان.
maria salam- ADMINISTRATEUR
- عدد المساهمات : 564
تاريخ التسجيل : 23/02/2010
المستوى: : centre
القسم : : centre
رد: مكانة العلماء في المجتمع الاسلامي
ثناء الشيخ الحويني على علماء المغرب
[url][/url]
[url][/url]
maria salam- ADMINISTRATEUR
- عدد المساهمات : 564
تاريخ التسجيل : 23/02/2010
المستوى: : centre
القسم : : centre
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
الأربعاء مايو 18, 2016 2:16 am من طرف RACHID
» برامج منوعة لتعليم الاطفال
الخميس مايو 28, 2015 3:14 pm من طرف RACHID
» les composantes d'un ordinateur
الأربعاء مايو 27, 2015 4:24 am من طرف RACHID
» برنامج crocodile clips بالنسبة لمادة الفيزياء و التكنولوجيا
الإثنين مايو 25, 2015 2:15 pm من طرف RACHID
» برامج تعليمية للاطفال
الإثنين مايو 18, 2015 2:58 pm من طرف RACHID
» امتحانات جهوية لمادة اللغة العربية 2014 مع التصحيح
الإثنين مايو 18, 2015 9:21 am من طرف RACHID
» امتحانات جهوية لمادة اللغة الفرنسية 2014 مع التصحيح
الأحد مايو 17, 2015 2:20 pm من طرف RACHID
» موقع يحتوي على مجموعة من الامتحانات الجهوية للتحميل مع التصحييح
الأحد مايو 17, 2015 6:23 am من طرف RACHID
» un lien très intéressant pour les enseignants de français
السبت سبتمبر 20, 2014 10:57 am من طرف redha